الهادي المثلوثي يكتب...راحة الضمير

 

*----------------{ راحة الضمير }---------------*

لا شك أن التسلح بالتعقل وقـوة الثبات أساس الحكمةِ

والأروع أن التحصن بنور العقل يعد أدوم وأكبر نعمةِ

فإذا بدا المرء نبيل القيم والفكر تمـتع بالكرامة والذمّةِ

والأكيد أن العمل النزيه رفـعة والكسل مصدر للغـمّةِ

والإعتقاد الجازم أن العلم شمعة تنير السبل إلى القمّةِ

والعقلاء يدركون أن الجهل ظلمة تأتي على كل مهمّةِ

ولا تقدير ممكن لسيئي الذكر وفاقدي الضمير والهمةِ

فالحياة تزدهر بالتضحية والنجاعة والمحبة والرحمةِ

******

والجدير أن يكون الإنسان كريم النفس وطويل الصبرِ

فما أروع التمتع بنقاء الذهن والإيثار ورحابة الصدرِ

ولا مخافة على من يتعامل بحسن النية والتفكير النيّرِ

ولا تعويل على حاد التشاؤم والمزاج والتبرم والتذمّرِ

فمن أسباب تعثر الأعمال والفشل حدة الملل والضجرِ

ولا استمرار لعلاقة أو تعامل يقوم على الشك والتوتّرِ

وكلما انعدمت الثقة فقد تكثر هواجـس الخيانة والغـدرِ

واللبيب الحر لا يضحي براحة الضمير وسلامة الذكرِ

******

فكن من أهل المكارم وسوف لا تخسر سوى الأشجانِ

ولن تحتاج أبدا إلى جهد كبير لتأمين الراحة والاتزانِ

ولا جدل في أن السعي إلى الارتقاء غاية بني الإنسانِ

فلا مبرر لمغبة الانحراف والوقوع في الخلل والهوانِ

غير أن الواقع يفيض بالعالقين في المفاسد والأحزانِ

ما يدفع إلى التساؤل عن سبب غياب الوعي والإيمانِ

والحال أننا بحاجة إلى ما يتيسّر من القيم والاطمئنانِ

حتى نواجه ما استشرى من تسيّـب وتطاحن واحتقانِ

*-------- { بقلم الهادي المثلوثي / تونس } -------*

نعمه العزاوي. يكتب... لَجبُ البَحْرِ:

 لَجبُ البَحْرِ:

سَلامًا يا سَلوةَ النَّفسِ

قدسُنا كَيْسٌ مِن اللَّبسِ

الرُّوحُ مَصُونَةٌ وإن دُنِّسَت

عُمرُ الغُبارِ ما لاثَ في الشَّمسِ

ولا النَّشازُ يُعَدُّ مُترفِّعًا

فالرَّواسِي شامخاتٌ بِلا بَخْسِ

ولا المُتَطفِّلُ يَرفَعُ رأسَه

أيفخَرُ البَغلُ بأصَالةِ الرَّفْسِ؟!

زَهْوُ الجِيادِ نَصْرٌ بفَوارسِها

وَصَعْقُ البَرقِ بِتقَلُّبِ الطًّقسِ

مُدُنٌ قُلعَت من جُذورِها

والقَاطِنونَ كقَيْسٍ مِنَ العَبْسِ

عَناكِبُ تخِيطُ بَيتًا وَاهِيًا

شَمطَاءُ الرِّجسِ بِلا وَجَسِ

والصَّابِرونَ ذَوقٌ بِسِفْرِ مَغازلِهم

وَسليلُ الفَصْلِ فَازَ بِالكَأسِ

عَلى الرِّمالِ تُبنَى مُخَيَّلةٌ

ولَجبُ البَّحرِ مكرِّسُ اليَأسِ.

العراق.

نعمه العزاوي.

محمد فتحي شعبان يكتب...العزبة حوارات عقلية

 العزبة حوارات عقلية

بقلم / محمد فتحي شعبان

التلبس

زجوا بي إلي غرفة يسيطر عليها الظلام ، رائحة عفنة تنتشر في المكان ، لا مكان لقدم فيها ليس هناك إلا دورة المياه ، أحدهم ممدد أمام الدورة وعلي من يريد التبول ان يمر من فوقه ، تهيج الرائحة كلما دخل أحدهم ، حاولت إيجاد مكان للجلوس و إن كانت القرفصاء فلم أجد ( لحم فوق بعضه ) ، الضوء خافت جدا كأنه عدم ، هجم الليل هجوما شرسا فصرنا في قبر ، زاد انتشار رائحة البول و البراز ، رائحة دخان السجائر ( الملفوفة ) تزيد حالة الاختناق ،انظر إلي وجوه بائسة سرحت قليلا ثم عدت حين فتحوا الباب ثم قذف جسد شبه عاري يسب ويشتم أوسع له الجميع مكانا ، اجتمعوا حوله سمعت صوتا يقول ( كان في التأديب يا عم ) ، استند بظهره إلي الحائط و اشعل له احدهم سيجارة ، تحرك قلبي خوفا ...ما زلت اجول بعيني ابحث عن مكان أجلس فيه فقد مضي نصف الليل و أتعبتني قدماي ، بسبوسة قفز إلي رأسي شخصية من أحدي روايات خيري شلبي قفز الاسم والشكل إلي رأسي حينما رأيت ذلك الوجه ، شاب سمين ابيض يبدو ناعم جدا امسك أحدهم بثديه المترهل فأصدر صوتا غريبا أشبه بالتأوه ، ضحك الجميع و تغامزوا همس واحد في اذن آخر ( القيصر جاي من ستة وراجع علي تلاتة خليه يعيش يومين مع سكسكة ) ، اتضحت الصورة في رأسي ، اعطي القيصر لسكسكة سيجارة ثم أخري ، بدأوا يتساقطون واحدا تلو الآخر في النوم هدأ المكان ، سحب القيصر سكسكة تحت الغطاء ، مازال النائم أمام دورة المياه كما هو ، أريد التبول ...تخطيته إلي الداخل ، النعاس يداعب عيني تجول نظراتي مرة أخري لعلي اجد مكان فارغ ، أشار إلي أحدهم كان جالسا يسند ظهره إلي الحائط مد يده إلي أمسكت بها فقام ترك لي مكانه قائلا ( نام علي ضهرك وخلي بالك من حاجتك ومن نفسك ) ذهب ووقف مكاني ، تمدد جسدي فوق الارض و غلب النعاس عيناي ...

أوضة 18...

مجدى رشاد يكتب...كتبت وسوف اكتب

 كتبت وسوف اكتب

قصائدي لمن

تأت من الخيال والأحلام

طلة من القدر

بلسم الروح فلا لها مثيل

وفى الواقع من تجيد التمثيل

أشكال وألوان

لها نظرة عابرة

طريق طويل

فلا نجيد التمثيل

مرور عابر

بهم لست شاغر

بلسم الروح سكن

للحصون عابر

وحبل وصل

وشراع غرام

تتصل بها النفس

وأرتوت من

عشق ليس عابر

وان كان كلام

فلا تنسى كنت أحلام

وأصبحت أجمل واقع

سكن قلبى ولن يغادر

إلى أرض الميعاد عايش وباقى

فسلام لروح سكنت وطاب

لها مقام مسكن فى اعماقي

قلب ينبض بحب لن يغادر

مجدى رشاد

خالد محمد سويد يكتب...... ودعتها قبل الرحيل

 ***** ... ودعتها قبل الرحيل ... *****

٢٥١+

طرقـت بابهـا والبـاب موصود

............. ساقني قـدري والقلب موعود

حسبت أنها خلف الباب تنتظر

............. إن الحبيب مع حبيبه مرصود

يادارا في مرابـع الخير تلقاهـا

............. تشدني نسائم عطـرها وتعـود

فـي عيونهـا سحـر وغامـزات

............. بنظـرات طرفهـا تزداد القيـود

أشم عبـق عطرها خلـف بابها

............. تتسلل إلى قلبـي ريحهـا عـود

حـرك أشجـانـي همسة جـارة

............. رخيـم صـوتهــا أوتــاره ســود

طال وقفكَ قـد هجرَ الحبيبُ

............. بالأمس علــى الأكتـاف تنــود

بـدر محياهــا حيـن أغمضـت

............. تودع بعـد وصيـة قد لاتعـود

قـرأت علـى شفتيهـا رسالــة

............. لـم تعـد تملـك مـا بــه تجـود

هنـاك قبرهــا بظـاهــر جلــق

............. تنتظر حبيبا لابد يوما يعـود

وقفـت على قبرهـا متثاقـلا

............. دمـع العين على الخـد ودود

كتبوا على الشاهـدة حروفـا

.............. إن الحبيـب للحبيــب يعــود

هجـرت وفي الهجـر نهايتـي

.............. قطعـت ليس عادتـك جحـود

إمسح الدمـع إنهـا تحـرقنـي

............... ترسم أخاديدا على خدودي

عجبت لجمالها كيف يرضى

............... بياضهـا فـي التـراب موؤود

بقلم سيد الحرف

خالد محمد سويد ص

Molay Aziz Aziz يكتب.... ثمالة عشق. ( بضم الثاء)

 ثمالة عشق. ( بضم الثاء)

هروبٱ من ضجيج الحضارة

معٱ في خلوة بالسيارة

برداء الهدوء مدثرين

بلغنا من العمر عتيا

نسعى للسكينة سعيا

بذكر الله مطمئنين

بمنتزه (رأس الأفعى ) الشهير

ربوة تصافح البحر على شفير

بها الروح تستكين

صامتين نتأمل البحر

و الموج بين مد و جزر

ينثر رذاذه بين الحين و الحين

إندمجنا مع مشهد الغروب

و نغم اليم الطروب

مع سجود الموج مسبحين

و خد الأصيل بحمرة خجل

كعذراء رشقت بغزل

بحشمة يتورى عن العين

و الشفق في الأفق يتدفق

سبحان ربي و ما خالق

أ هو عرس أم تأبين ؟

لوحة الغروب بحاضرة المحيط*

تنعش الروح بلا وسيط

بصفاء في قرار مكين

في وحدتنا نحن الإثنان

مر أمامنا شابان

بالأيادي متشابكين

يطفح العشق من حركاتهما

هالة السعادة تصدح نغما

يتضحكان غير آبهين..

راقني جمال المشهد

ذكرني بأيام الوجد

ونحن طلبة بالعشرين

برفق إلتفت إليها

فرأيت الذكريات بعينيها

يرويها بوح الحنين

و همست لها بفتور

لأكشف منها المستور

بقولي : أمازلت تذكرين؟؟؟

إبتسمت بكل دلال لسؤالي

و قالت : كيف أنسى ياغالي

عشقٱ بالخافق دفين

أراه كأنه للتو مولود

و لو مرت عليه عقود

و طوت فورته السنين

ثم أمسكت بيدي

و قالت : إطمئن يا نجمٱ بخلدي

عهدك بأعماق الوتين

قبلت يدها لأني مازلت أهواها

هي أحلى في شيبتها من صباها

زهرة الياسمين

كيف لا و هي رفيقة العمر

قطعنا أشواطٱ في مسالك الدهر

يدٱ في يد متعاونين

و قلت : نحن معٱ و هذا الغروب

شمع في يد أبي الورى* نذوب

بقية ثمالة * عاشقين.

حاضرة المحيط: مدينة آسفي الساحلية

المملكة المغربية

.

أبو الورى: الدهر..الزمان.

ثمالة: ما تبقى بالكاس من شراب و نحوه.

عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.

آسفي... المملكة المغربية : 29..1..2025

الشاعر عماد شكري حجازي يكتب....قافية الجرم.

 .....قافية الجرم........

تعج القافيات بصمت

الذهول نعم

والقصيدة أنثى مباحة

الولوج

الديوان مفعم التصدع

تمتمات الغبون

اوتار العزف لقيثارة

أنهكها أولي الأمر

مؤامرات العصر

أمة تهذي حيزبون

حكمتها من فرط

السفح

وكمائن عرس يتأبط

وزر محاكاة الصهر

واقع يتدلى خيباته

هوان فقد مجد سلف

العرش

دموعي تؤثرني محاكاة

الصمت

لأكون فقط خائن جبان

شاهد سطر

لا أعترف جبنا قط

بكل شفرات تلخصى

الهمس حميمه وخز

يعثو كينوناتي الصدر

الهروب درب أفقي

الملثم من ذات الفجر

الصرخة ليل فتاه

سيقت بغمامة عين

إلى فقد العرض

والحكمة تهذي صدقا

مجاراة الفقد

حروف تؤلمني

تجبرني على حضور

لحرفي لا يضيف ثراءا

غير خيبات العمر

والبحث جاري حقا عن

صفر البدأ

كلماتي.... الشاعر عماد شكري حجازي

الإثنين 27/1/2025