العزبة حوارات عقلية
بقلم / محمد فتحي شعبان
التلبس
زجوا بي إلي غرفة يسيطر عليها الظلام ، رائحة عفنة تنتشر في المكان ، لا مكان لقدم فيها ليس هناك إلا دورة المياه ، أحدهم ممدد أمام الدورة وعلي من يريد التبول ان يمر من فوقه ، تهيج الرائحة كلما دخل أحدهم ، حاولت إيجاد مكان للجلوس و إن كانت القرفصاء فلم أجد ( لحم فوق بعضه ) ، الضوء خافت جدا كأنه عدم ، هجم الليل هجوما شرسا فصرنا في قبر ، زاد انتشار رائحة البول و البراز ، رائحة دخان السجائر ( الملفوفة ) تزيد حالة الاختناق ،انظر إلي وجوه بائسة سرحت قليلا ثم عدت حين فتحوا الباب ثم قذف جسد شبه عاري يسب ويشتم أوسع له الجميع مكانا ، اجتمعوا حوله سمعت صوتا يقول ( كان في التأديب يا عم ) ، استند بظهره إلي الحائط و اشعل له احدهم سيجارة ، تحرك قلبي خوفا ...ما زلت اجول بعيني ابحث عن مكان أجلس فيه فقد مضي نصف الليل و أتعبتني قدماي ، بسبوسة قفز إلي رأسي شخصية من أحدي روايات خيري شلبي قفز الاسم والشكل إلي رأسي حينما رأيت ذلك الوجه ، شاب سمين ابيض يبدو ناعم جدا امسك أحدهم بثديه المترهل فأصدر صوتا غريبا أشبه بالتأوه ، ضحك الجميع و تغامزوا همس واحد في اذن آخر ( القيصر جاي من ستة وراجع علي تلاتة خليه يعيش يومين مع سكسكة ) ، اتضحت الصورة في رأسي ، اعطي القيصر لسكسكة سيجارة ثم أخري ، بدأوا يتساقطون واحدا تلو الآخر في النوم هدأ المكان ، سحب القيصر سكسكة تحت الغطاء ، مازال النائم أمام دورة المياه كما هو ، أريد التبول ...تخطيته إلي الداخل ، النعاس يداعب عيني تجول نظراتي مرة أخري لعلي اجد مكان فارغ ، أشار إلي أحدهم كان جالسا يسند ظهره إلي الحائط مد يده إلي أمسكت بها فقام ترك لي مكانه قائلا ( نام علي ضهرك وخلي بالك من حاجتك ومن نفسك ) ذهب ووقف مكاني ، تمدد جسدي فوق الارض و غلب النعاس عيناي ...
أوضة 18...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق