للموت رائحة
بقلم : محمد فتحى شعبان
جاءني صوتها مرتفعا يخترق سمعي ( أنت بتشرب سجاير علي الريق ) اتجهت نظراتي لصاحبة الصوت ...ثم أعدت النظر إلي هاتفي ، ارتفع صوتها مرة لكن لم أبالي ، كنت في الشرفة أنظر إلي الشوارع الخالية قبل الفجر ...تثير في نفسي الرغبة في النعاس ، أعود للغرفة و ألقي بجسدي فوق السرير لكن ...
علي الطريق في سيارة مسرعة ، وصوت اغاني مرتفع ، المناظر والمشاهد تمر سريعا ، أحاول قراءة لافتات الإعلان لكنها تمر مسرعة ، يعلو صوت امرأة مسنة تطلب من السائق أن يبطئ سرعته ، اسمع أحدهم يهمس ( خايفة علي عمرها ) ويبتسم الآخر ، فتاتان في المقعد الذي أمامي تتحدثان في هدوء ، اشم رائحة ما تتزايد قليلا كلما تقدمنا في الطريق ، تبطئ السيارة ...يبدو أن الطريق متوقف كان كان عدد كثير من السيارات متوقفة علي الطريق ، سمعت أحدهم يقول ( في حادثة يا اسطي ولا ايه ) ليجيب السائق ب( نعم ) ثم يعم الصمت ...
الجميع في حال من الترقب ، علي باب غرفة العمليات ...لا أحد يرى أحد حالة التفكر والترقب تأخذ بعقولهم ، أحدهم يرفع بصره إلي السماء يرجو الله أن يمر الأمر بسلام ، أشم رائحة غريبة ...هي هي ، انظر إلي عيون الجميع لا أحد هنا ...ابتعد قليلا ثم اسمع صوت صراخ ...
حركة دائبة منذ الصباح ( البيت مقلوب ) عند الظهر كان هناك العديد من النساء في المنزل ، نفس الأمر في منزل العروس ...اخذتها إلي الكوافير ثم عدت إلي منزلي مع العصر حضر ابن عمي ، كان بيت عمي أيضا مليئ بالأقارب والأصحاب أمام البيت تعلو أصواتهم بالغناء ، جاء الحلاق ( ألف مبروك يا عريس ) قالها وهو يضحك مرددا ( عايزينك ترفع راسنا ) ضحكت وضحك الجميع ، انهي عمله ما بين ضحك و هزار ، تركتهم ودخلت إلي الحمام كي اغتسل ، بدلت ملابسي وليست ( بدلة العريس ) ....أشم رائحة غريبة ...هي هي اذهب إلي الكوافير ، تملكني حالة قلق ...الرائحة لا تذهب ، انتظر العروس في الخارج ، اسمع صوت ضحكات واغاني ، حين خرجت أنا والعروس من الكوافير ارتفعت أصوات الطبول والزغاريد ، لكن الرائحة لا تذهب ..وصل الجميع إلي قاعة الفرح ، ترتفع اصوات الطبول ...لكن الرائحة لا تذهب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق