الاثنين، 13 يناير 2025

محمد فتحي شعبان يكتب... الهوية الإسلامية


 الهوية الإسلامية

اللقاء الثالث
بقلم : محمد فتحى شعبان
أسعد الله حياة الجميع ...
مازال حديثنا مستمرا عن هويتنا الإسلامية و حضارتنا الإسلامية إن هذه الحضارة رغم ما يعتريها الآن من أمراض وهزيمة نفسية لمعظم أبناءها مازالت قادرة علي أن تعود إلي الحياة مرة أخري وتعود إلي قيادة العالم مرة أخري وذلك إذا تمسكنا بهويتنا و أدركنا قدرنا بين الأمم .
* يقول العلماء : إن العالم الغربي اليوم لا يمكنه أن يقوم بالدور المرتقب ، فهو الآن في أوج حضارته وقوته المادية و افتتانه بها ، وحين ينهار سيكون فاقدا كل المؤهلات التي تؤهله لقيادة هذا العالم نحو الأمل المنشود والحياة الكريمة المبمتغاة .
والعالم الشيوعي لا يمكنه بالأحرى أن يقوم بذلك لأنه أشد إغراقا في المادية و حربا للروح والقيم الرئيسية والأخلاقية ، و سيساهم الغربيين في ازدياد شقاء العالم و أضطرابه حتي تنهار هذه الحضارة فوق رؤوس أصحابها من غربيين و شرقيين .
والعالم الشرقي ذو الديانات الوثنية الروحية لا يمكن أن يقوم بهذا الدور ، لأن الحضارة تقوم علي العلم والتفكير الصحيح ، والتجرد من الخرافات والأوهام ، و الوثنية في حد ذاتها نقيض ذلك كله ، و لأن الروحانية التي يحتاج إليها العالم في حضارته المرتقبة هي الروحانية الإيجابية البناءة التي تساهم في رقي الإنسان و أطراد تقدمه ، والروحانية الشرقية الوثنية هي روحانية سلبية تفر من الحياة و تهزم في أداء الواجب وتعتبر رقي الإنسان المادي رجسا يحب أن يتطهر منه و تشن الحرب عليه .
إذن فليس من يستطيع القيام بالدور الحضاري المرتقب إلا أمة واحدة و رسالة واحدة هي أمة الإسلام و رسالته و ذلك للأسباب التالية :
أولا : لأنها تحمل عقيدة من أرقي العقائد التي تساهم في بناء الحضارات ، فهي عقيدة توحيد هي أصفي أنواع التوحيد و أكثره إشراقا و سموا و كمالا ، وهي عقيدة علم تخدم العقل و تدفعه دفعا حثيثا وراء المجهول ليصبح معلوما ، كما أنها عقيدة خلق إنساني تعرف العدالة والرحمة والواجب .
ثانيا : لأنها تملك روحانية إيجابية بناءة ، روحانية إلهية تلازم الجندي في حربه ، والعامل في مصنعه ، والعالم في درسه ، والقاضي في محكمته ، والرئيس في رئاسته ، تلازم كل إنسان في جده و هزله في حركته وسكونه ، في ليله ونهاره و يسره و عسره ، وصحته ومرضه ، تذكره بالله و مراقبته وحسابه ونعمه .
ثالثا : لأنها أثبتت في الماضي قدرتها علي إنشاء مثل هذه الحضارة المرتقبة ، فإن أحدا من المنصفين لا يستطيع أن ينكر أن الإسلام استطاع أن ينشئ خير أمة و أفضل حضارة تمتعت بالرحمة وسمو الخلق وعدالة الحكم و إشراقة الروح .
كما لا يستطيع منصف أن ينكر أن الإسلام وتعاليمه ما زالت تحمل نفس القوة والقدرة علي إرجاع تلك الحضارة الزاهرة وخلق تجمع فريد مستقر تغمره الأخوة والسعادة .
نقلا من كتاب من روائع حضارتنا للدكتور مصطفي السباعي .
يقول رينان الفيلسوف الفرنسي : و ما يدرينا أن يعود العقل الإسلامي الولود والكثير من المواهب إلي ابداع مدنية أرقي من زميلتها المندثرة ، إن فترات الازدهار و الإنحطاط
مرت علي جميع الأمم بما فيها أوروبا المتعجرفة .
يقول جورج برنارد شو : لا يساورنى أدني شك في أن الحضارة التي ترتبط أجزائها برباط متين و تتماسك أطرافها تماسكا قويا وتحمل في طياتها عقيدة مثل الإسلام لا ينتظرها مستقبل باهر فحسب ، بل ستكون خطرا علي أعدائها .
يقول برنارد فيرسل الفيلسوف الألماني : لا بد للحركة الحيوية الإسلامية من أن تبعث في الأمة الإسلامية وفي العالم عاجلا أو آجلا ، شريطة أن يبقي القرءان قوة حية في حياة الأمة الإسلامية بكاملها .
هذا بعض ما قاله فلاسفة وعلماء الغرب عن الحضارة الإسلامية فما علينا إلا التمسك بهويتنا الإسلامية ، فالناس قبل الإسلام كانوا شتاتا فجمعهم الإسلام في أمة واحدة ، لا تفرق بين أبيض وأسود وعربي وغير عربي فالكل واحد مسلم ، فالإسلام جمع الكل تحت عباءته ، يقول هورتن الألماني : لا نجد في الإسلام سدا يمنع من نفوذ الثقافة الغربية ، بل نري أن له استعدادا لقبول الثقافة لا حد له ، ويقول إن المسلمين هم أو من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين .
فالإسلام لم يحجر علي العقول والفكر بل أمر الله في كتابه بالتدير والتفكر و التبصر ، و اعلي من شأن العلماء وبين فضلهم ، فما علينا إلا أن نعرف من نحن .
بقلم
محمد فتحي شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...