غدَّار يا زمن...
ما أغدرك يا زمن
حين تصبّ جام غضبك
على قلب محطّم ومعذّب
يسكب الدموع ويذرف الحنين على فقد الأحبة
فأسافر سيراً على قضبان الزمن
وتأتي رياح الحنين لتودّع وجع الدمعات
فأحتضن شوق الأمنيات
التي تتناثر بين قبور أوراقي المتهالكة
لعلَّ عذابات الكلمات
ترمّم بعض الجروحات
... وتمرُّ الأيام المُثقلة بالشوق والحنين
وتدهس أمامها كل الأماني في الحياة
ولم تترك سوى ضربات قاسية وموجعة
غدَّار يا زمن...
عندما تأخذ أعز ما نملك
وتترك لنا عتمة الذاكرة ناراً تتأجّج وذكريات تقرع على نافذة الصبر
حيث ما زال الجرح ينزف على صدر الأيام
ويتقوقع الألم فوق أنين الذكرى
فتموت قطرات الدّمع من عيونك يا زمن
... ما زالت أيُّها الزمن
تلك الأحاسيس تسافر بعيداً وتغمرني وكأنّها تبلسم جرحاً
ما زال ينزف
غدَّار أنت يا زمن
حين حمّلتني أياماً صعبة
تجتاحني على خسارة فادحة
إلى أحبَّة غادروا
فتتزاحم داخلي أصواتاً تهمس
وتذكِّرني بأنَّ جرحي عميق وعميق
ومن الصعب شفائه
حيث سافرت روحي عبر المدى تصرخ صرخات روح معذبة
... أيُّها الزمن الغادر
بعد الفراق أصبحت كالصحراء القاحلة
رحلت وتركت لي أثرها الغالي
ليعانق أحزاني
أحزاني في جوفها يرتّل رثاء الألم
... أبحث عنكِ فقيدتي بين الصفحات
وينطلق قلبي من بين ضلوعي
ويسكن هناك حيث ألم النزيف
... وعلى حافة انهياري
تنهمر الدموع خيوطاَ من ألم
وتمرّ الأيام ثقيلة
وجرحي ما زال ينزف الذكرى
فأركب أمواج الصبر تلاطمني بأمواجها العاتية
وقد غرق قارب الصبر
وأصبحت حياتي تسير نحو عالم مظلم حيث ألبستني أيُّها الزمن الغادر ثوب العذاب والقهر...