وعَاء مِنْ طِينْ
يَزْهِرُ اللَّيْلُ فِي عُيُونِ الْمُحِبِّينْن
أطواقٌ مِن الْيَاسَمِين تَعَلَقُ عَلَى كَتِفِ الْقَمَر
تَعْتَزِل الظُّلَمَةُ أُنْسَهُمَا
يصاحبهما النَّسِيم و يَصِير النّجْمَ مِنَ المعجبينْن
بِالْحُبّ ، بِالسَّهَر ،
بِانْتِظَار الْمَوَاعِيد
بِجَمال الاْقْتِرَاب بَعْدَ فِرَاقِ و حَنِينْ
يَتَحَدَّثَان مَع الْحُبِ عَنِ الْعُهُود
و يَطْلُبَان تَفْسِيرًا لدماء فَاضَت مِن حَنَايَا العَاشِقِينْ
يتخذان مُسْتَقَرًّا لَهُمَا خَيْمَةً
تَشْهَدُ عَلَى رواسيها وَعُود ذَات سِنِينْ
تُجَاوِر كَوْكَب الزُّمُرُّدِ
و تَسْأَل فِي شَكٍّ وَ هِيَ الْيَقِينْ
تجيبها أصْداءٌ و أصْداءٌ مِن الْكَوْن
صَدَقْتِ الرُّؤْيَا ، ذَلِكَ وَجْهُ الْعِشْق و ذَاك نَبْض الْوَتِينْ
فَقُلْت أهواك جَهْرًا . .
أهواك اكْسِرُ بِهَا كُلُّ قيودي فِي ذَاتِ الْحِينْ
يَا عِوَض الدُّنا كُلِّهَا لَوْ عِشْتُ ألفَ حَيَاةٍ ثُمَّ مِتّ
مَا تَمَنَّيْتُ غَيْر وَجْهَك الصَّادِق دُون تَزْيِينْ
فَأَنْت بَهْجَة كُلِّ زِينَةٍ و بِك الْأَفْرَاح تزدانُ
عاشقة بِعَقْلِيّ بوعيي قَبْلَ أَنْ يَدُقَّ قَلْبِي الْحَزِينْ
صبابتي بَاتَت نَهْرًا و أَنْت دلائي كُلُّهَا
اغْتَرِفْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ مَاء عَذْبٌ لَا هَجِينْ
لَوْ كَانَتِ الْأَيَّامُ الَّتِي مَضَتْ تُرَدُّ مِنْ فَاه الزَّمَن
لأنتزعتها مِن أحْشَائِه و حَرَّرْتهَا مِنْ كُلِّ قَيْدٍ مُهِينْ
و لَحَنَطْتُ الذِّكْرَى بِلَا صُورَة و لَا صَوْتٍ و لَا حَتَّى هَمَس
و أَلْقَيْتُ فِي نَارِ النِّسْيَان قُلُوب الْكَاذِبِينْ
حَتَّى تَعُودَ لَهْفَة فُؤَادِي عَذْرَاء كَمَا كَانَتْ
مَا مَسُّهَا غَيْرِ ذِكْرٍ مِنْك بِالْهَوَى ، كَوْعَاء مِنْ طِينْ
مَا تَشَكَلَ إلَّا بَيْنَ يَدَيْكَ الهائمة فِي تَصَوُّرِ الْجَمَال
خُذْنِي و لَا تَرْحَلْ لَا أُحِبُّ الآفِلِينْ
عَلَى بِسَاطٍ الصِّدْق ، رُجُولَةٌ و أُنُوثَةٌ
و أَنْت قَائِدِي فِي الْهَوَى ، هَوَاك تَطَبَّب مِنْ كُلِّ عِلَّةٍ يُشْفِينْ
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق