قصيدة سومرية عن بداية الخلق
===================
و يعود تاريخ هذه القصيدة السومرية الى الالف الثالث قبل الميلاد
هذه المقاطع الشعرية التي كشفت عنها الحفريات الاثرية في العراق و المدونة بالكتابة المسمارية السومرية القديمة ، تقص و على نحو مذهل الجمال ، كيف نشأ العالم و كيف شارك كل مخلوق في خلق شريكه حتى يكتمل الوجود الطبيعي و الانساني.
و تكتمل صورة العالم كما هي عليه منذ زمن بعيد.
و النص يرسم صورة العناصر التي نشأت بالتدريج لتكتمل صورة الخليقة فكل عنصر يحتاج الى الاخر و يصنعه
و من يتمعن في سطور القصيدة يرى فيها تلميحات لم يصل اليها العلم الا بعد قرون و قرون من الزمن و البحث .فهنا الخلق جاء نتيجة تدرج طبيعي كيميائي هو اصل العالم .و العالم يتكون شئيا فشئيا كما يتكون الجنين في رحم الام . ثم كل عنصر يكتشف توأمه ليكتمل به و يكتمل الوجود.
نص القصيدة :
ما ان تكونت السماء
حتى قامت فخلقت الارض.
فلما وجدت الارض نفسها بلا ماء ابتدعت السواقي و الانهار
فقامت السواقي فصنعت الطمى بدورها
فقام الطمى( الطين ) ووضع في رحمه دودة العلق.
فُخلق بها ماخلق.
ثم اتى المحراث فقال:
هأنذا اصنع شقوق تربة الحقول.
فقالت شقوق تربة الحقول :
و هانذا احتوي في رحمي البذور
فجاءت البذرة و ابتدعت صورة النبتة
فقامت النبتة فحملت بالسنبلة.
و السنبلة تزينت و تباهت بحبة الحنطة.
هكذا راحت نعم الحياة تتدفق على ضفتي نهر الفرات.
المصدر : 1-مقال للصحفي و الكاتب “ Fayez Makdessi”
2-سورية العلوم و الحضارة __ Alaa B Tabara
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق