السبت، 19 فبراير 2022

كامل حسانين يكتب.... ..و...رحلة بلا حدود


 ..و...رحلة بلا حدود من تأليف الفقير إلى الله كامل حسانين من مصر...و...

حتى طويت من الدروب عصيبها
و كل زرع بان يبدو أخضره
فلما التقاني ثم حان نزالنا
زأرت زأرا حتى أنه قهقره
ضرغام يردي من يروم مخاطرا
و بعد موته ويك أنه شاطره
أحزان عمره فكم يحن له هو
و كان قبل لقاء ذاته أنذره
وجهت لكمة ساعدي في وجهه
ثم هويت بها أحطم منخره
و كان يخشى يوم حرب كأنما
قلقا و خوفا من نزالي ساوره
إن كنت أذكر آن ضيق حاجة
ما كان غير الله ربي أذكره
أو كنت أرجو في حياتي منية
فنهر نيل كوني أعشق منظره
هل قد رأيتم حين سار مياهه؟!
أو قد بصرتم بعين قلب كوثره؟!
أو زرع ود في رويضات له
يهب الجمال و كل حب أخضره
ما زلت أعدو في بساتين المنى
و قد رضيت بما الإله يقدره
حتى بلغت و بعد كد غابة
الرعب فيها غضنفر و القسوره
فبدت أسودها حين رمت قتالها
من يدنو منها في فكوكها تأسره
عنهم تقدم حين هجموا ضيغم
و مني طرف ما تحرك حذره
استل سيفه ثم أقبل مسرعا
قبطان يشرع في قتال أظهره
سمر القنا من قبضتيه تتابعت
كالموت لما يأت مرءا يمطره
ما بال ضمضم حين يلقاه امتطى؟!
متن الرياح فما لطيفه تنظره
فلا تجده فمنه فر قد اختفى
و تبين جثث في طريقه تعثره
و كل وحش في دروبه لو رأى
وحشا هنالك أو هنا قد أخبره
و قال : إننا لم نعد في ملكنا
صفحا سنطلب منهم و المغفره
قدمت حشود من ذئاب صوبنا
و كل صاحب ذي مكان غادره
إلانا نحن فقد ثبتنا بموقع
كأن كلا في صفوفنا عنتره
في مشهد الهول العظيم يرى فتى
قد عاش فيه الآن معنا و صوره
و النيل يمضي عذب موجه ناعسا
ما أنضر الزرع البهي و أنضره
حتى أتتنا بلمحة أسد الشرى
و دنت كأنها تحتوينا المقبره
و لقد ظننا بأنها قد أهلكت
لكن شراب منية قد أسكره
ذاك الشجاع وكم تخير قوى الذي
قد خاف جسرا حين هم ليعبره
و لو استعان بربه ما قد هلك
من يدعو ربي كان ربي ناصره
لما زحفنا إلى قتالهم بكوا
و كل ناظر أمر نفسه حيره
ما كان منا حيث كنا كالرحى
في كل حين أو أوان مثمره
و كنا خيرا قد حللنا بأرضهم
و النيل يعشق من نتاجه أسمره
بلح تدلى من سباط بان لنا
تمر الملاحة يا لروعة منظره
لكن وردا في البساتين ازدهى
فالعطر منه على الربوع سينثره
قد فروا عدوا لا مقام لجمعهم
و الأرض تنتج من روايتها الذره
و الشمس تطلع في هدوء وإنه
الله ربي كل خير قدره
قيس نراه و قد أتانا مسرعا
و كأن تابع قيس هذا غضنفره
قد هام يمشي في الصحاري سابحا
وضاء وجهه و سيف عشقه أظهره
ليلى تفتش في الربا عن الفتى
ثم التقينا في الفيافي عنتره
هو فارس من قوم عبس شاعر
يا حسن كرمه لما أبدى و أظهره
و عبيل كانت من خبائها تنظر
و الطرف منها جل ربي مصوره
بجوار سلمى قد جلسن و ناعسة
كل النساء مع البنات معطره
و البيد تبدو مثلما الأمل الذي
كل الجمال مع النسائم يعبره
خضراء بعض الماء غامر أرضها
يا سعد من نهر الجمال سيغمره
أما الخميل فأضحى جنة ربنا
مثل البريق و كم تبين غدائره
في هوة ما نار حرب توقدت
بل روض سلم في سلام مغمره
أما الفقير فزهرة في حقلنا
جاء الثري هنا فطيب خاطره
لما حللنا لدى الديار الصبية
جاءوا سراعا في لباس قساوره
و الطير غرد في غصون يرقص
و الكون فيها كل ضوء ينشره
حذار سلمى فاللصوص قد انتهوا
إلى ديارنا و إن منهم ثرثره
لما سمعنا ترى المسامع نبهت
و نهر نيل كل فرد عابره
بلا حدود و هل رأيتم مثلها؟!
كالفلك طورا في البحار مسيره
وإذا انتبهنا فتارة هي نجمة
فرح الزمان و آلة مقدره
و لقد تشكل رسمها فهي التي
في كل لون أو مكان تنظره
...و...رحلة بلا حدود من تأليف كامل حسانين الفقير إلى الله من مصر...و...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...