بيروت الذاكرة الحمراء
بيروت...
أيتها الجميلة
لكثرة ما ذكرك الشعراء
صرنا نرتل اسمك ترتيلا
فالذي فعله الشذاذ فيك
لم يكن يوما قليلا
أرادوا أن تكوني جثة
وأشبعوك تقتيلا
غرسوا خناجرهم في صدرك
ودجلا
أمطروك تقبيلا
أنا العربي يابيروت
سوري
دمشقي وجيناتي أصيلة
فماذا أقول يابيروت
ابتعدت عن جنونك سنين طويلة
ومازلت أحن إليك أيتها العليلة
فأنا الذي عشت حربك شرقا وغربا
وكنت القتيلا
بيروت آه يابيروت
قد عاد ذاك الأخطبوط
يلف أذرعه من حولك
يريد خنقك
ترتفع أذرعه في كل مكان
فأين أنتم ياعرب
أين انتم يا أحبة
ألا ترون عروستكم يا عرب
يريدون فض بكارتها
وأنتم صامتون
كاذبون بأنوف طويلة
آه يابيروت
أتذكرين
لما اجتاحك الأعداء
حينها لأجل حريتك فعلنا المستحيلا
ولازالت في ذاكرتي عالقة
تأبى أن تفارقني
مذابح صبرا وشاتيلا
بيروت ياسيدتي
ماذا نقول لدماء شهدائنا التي سالت على أدبمك
حين كنت تنادينا
أرجوك يابيروت أن تعذرينا
على شكنا الذي صار يقينا
فعتاب الأحبة على قدر المحبة
لا تلومينا
بعد الذي جرى فينا
اليوم صحصح الحق يابيروت
وانبرى
كلنا صار يسأل عما جرى
وقد تعبنا وأصابتنا الحيرة
من هول مارأينا
وكل ماجرى
في أحضانك
نعم هناك من باعك واشترى فينا
وماذا بعد ظهور الحقيقة
ماذا ستقولون للشقيقة
أهي صدفة أن تتأجج الحريقة
في نفس الزمان
وعلى نفس الطريقة
الشاعر إسماعيل الشيخ عمر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق