الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

محمود المرشد يكتب ..... سجني وسجاني الأصم


 قصيدة من ثلاثة اجزاء

سجني وسجاني الأصم
تسللت سورها وسط الظلام
احمل تمري وخبز واقلامي
الكل في مملكتها مخلد النوم
الحارس والحاجب والخدام
الأنوارتنطفئ و لازالت تضرم
والصبح بعيدا ينشد القيام
مشيت في ممر مزج الالوان
وانتهت لباب غرفتها الابكم
نظرت من فمه خلفي وامامي
وأطلقت الباب وأمطت لثامي
غرفة كبيرة وسطها كان يلتئم
سريرها شكي لي غربة الايام
كل شيئ خرج من الاكمام
ساقها وشيىء من الفنجان
والغطاء عنها سقط هو لايعلم
ماذا حدث بين كعبي العظام
اليدان مترامية بين الشام
والشعر حزم تفلت من الحزام
وصندوق الذهب مع المرجان
وفساتينها والزهرتان تذبلان
رسمتها كما هي بين الحطام
فكان الرسم أبلغ من الكلام
وخرجت انهر عيني وقدمي
الوك تمري وخبزي ويلوكان
وهرعت تحمل بيدها الرسم
تبحث بين الشجر عن العنوان
وانا انظر إلى شرفتها لاتعلم
ان سارق لازال يجوب المكان
حكم ونادى المنادي بحكم
وأشهر علنا ونقض دفعي
وانصفك واعدلك مدعيا بزعم
اني فتنتك بشعري المجرم
وانك صغيرة بالعشق لم تعلم
ولم تعبثي بقلبي المغرم
حاكم انت وانا فيك محكوم
وقضية وانا بحكم المعدم
وقادني السجان ذات يوم
لسجنك مكبل اليد والفم
أنفذ حكما لمحكمة كانت تعلم
ان الشعر يجري في دمي
وقفت الى شباك مسخ قديم
خلفه سياج بالشوك ملغم
وارجع إلى باب حديد محطم
تلاحمت اقفاله من العدم
وكنت احصي سنينك والأيام
وكانت كأنها كسيحة القدم
وشكوت الهوا لسجاني الاصم
ويضن اني عطش ويسقيني
وكنت طيفك فيه انادي واكلم
ويعتقد اني اكلمه فيكلمني
واسمع نشيد الكروان المترنم
واعلم أن الفجر جاء مقتحمي
وجلبت الطيور تضج وتختصم
وصوت جارتي اليمامة متمتم
أيها النديم اسقني من المدام
وجد وقافية شعر مفعم
وهربت من سجنك المظلم
اتعثر في طريق طويل معتم
وقفت ونظرت خلفي وامامي
وتلسمت ظهري يشكو الهرم
وإلى مربدي لجأت لينقذني
و رأيت محفلي فيه يقام
وانشدت فيه
لا تشغل النفس بقادم الايام
واسمع حديثا مقفى الكلام
ذاك شعري يروي ماجرى
غريب أصبح بعد عز الايام
تتغنى به جارية دع النوم
ودع طيفا اختلط بالظلام
واشرب من ساقيها يسقي
عنيا من فرط شجر الايام
هذا مطرق يتذكر ما جرى
وذاك صامت صمت الكرام
وعاشق اقل بينهما النوم
يروي عشقا ضاع بين الحطام
وزاهد أضاع الزهد و القيام
وأضاع أجر الصلاة والصيام
وتاجر اضناه فقد الدرهم
جلس يشكو خسارة الانعام
وجليس بينهم اطربه النغم
من منشدة تغني فصل الكلام
يامن تلوذ بالدنيا لوذ الحمام
ترجوا الإقامة وتحفد الاقدام
ذاك ليس لك فيها الا لثام
اذا انكشف رأيت فيها الخصام
بقلمي
محمود المرشد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...