اشرعةُ الميثاق
ارفَعْ جَبينَكَ، إن فيكَ نَبضَ أسلافٍ عِظامْ
فيكَ فِكرُ الخوارزمِيِّ، و فيكَ حِكمةُ ابنِ سِينا في الكلامْ
فيكَ نورُ الروحِ يستدرجُ أسرارَ الأكوانِ
فتَزِنُ الأرضَ بالوعيِّ، و تَعبُرُ الفَلاهَ بلا أوهامْ.
فكِّرْ كما فكَّرَ اينشتاينُ
حين رأى الضوءَ مُهاجِراً بينَ الوقتِ و المكانْ
واجعلْ بُرهانَ ابنِ خَلدونَ دَليلَكَ
إن سُنَن التاريخِ تُصاغُ بالعُمرانْ.
اقرأِ المتونَ كما تُقرأُ النُّجومُ
هنا حرفٌ يَفتَحُ باباً
و هناكَ نَبرةٌ تُوقِظُ نَسلَ الأذهانْ
واجمعْ من الرملِ ذَرّاتِ ذهبٍ
لا يَلتقطُها إلا العارفُ حين يَتَأنّى ويَتَبَصَّرُ
فالحِكمةُ كنزُ صابِرٍ صادقٍ
لا تُعطى لجائرٍ مُستَعجلٍ أو جبانْ.
كُنْ اجتماعياً بلباقةِ القلبِ
وفيلسوفاً بعمقِ الماءِ
و أنيقاً في خُطاكَ كما يليقُ بِرُقيّ الإنسانْ
نمِّ عقلَك بالبحثِ
أطلِقْ للخيالِ نوافذَ بيضاء
واعلُ فوقَ الضجيجِ
فالأفكارُ العاليةُ لا تُحبُّ الموانع و لا الأبوابْ.
لا تَستسلمْ لظلّ العجز
و لا تُساومْ على نورِك
إنما الوجودُ سببٌ يفتحُ ألفَ بابْ
واصنعْ لنفسِكَ قدوةً
يقتدي بِها عقلٌ نقيٌّ
و قلبٌ صافي النَّبْضة
لأنك إن قُدتَ نفسك حقاً
قادَ بكَ الزمانُ جموعَ الألبابْ.
ثابِرْ
واعملْ بصمتٍ حينَ يَصخَبون
و أعلِنْ بحكمةٍ حينَ يصمتون
فالحقُّ ضوءٌ لا يُطفأ،
و العبقريةُ سِرٌّ يَنكشفُ مع الأيامْ.
بقلم محمد كركوب الجزائر
حقوق التأليف محفوظة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق