وخسرت أمام أوليفيا معركتي الأولى -
كيف لصغار الإوز
أن تأخذ طريقها للنبع
.. / أن تثب ؟
وقد علقت بضفائر شعرك الممدود
كبجعة عرجاء
تحتل ضفاف الوادي الكبير
كي تصطاد سمكا قرطبيا
وبعضا من رحيق الورود .
كيف تجبرني أوليفيا على العودة وحيدا
إلى كرسيها السماوي
وعلى أسوار قرطبة
يراوغ شيطان الحب ، شريان القلب
كي يتخلص من أثر القيود .
في مدينة الزهراء
كان المساء يركض نحو أوليفيا
يخبرها أن تمثالها المقدس
لم يعد يقوى على الصمود .
وأن فارسها المبجل خسر كل الحروب
وتلاشى كقربان مرهون لعتمة الغموض
فأحل إلهها دمي المسفوك
كي يقتات على النزيف النافر
من وطنها المفقود .
أبحث في متحف خوليو روميرو دي تورس
عن حيز لقصيدتي الأخيرة
عن فراشة تبكي بين أحضان الشمس
عن ستائر مشتعلة
تتساقط كلثام
على تنور موقدها الحقود .
يعز علي أن أطلب من أوليفيا شفاعة
أن أنحني كهلال مقوس
يخفي الابتسامة
في سمائها العنيد .
آه لو علمت أوليفيا
أن النجوم التي أكملت دورانها
حول قصرها
كانت في قصيدتي
آخر الشهود .
محمد زغلال محمد
المملكة المغربية .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق