شعر
الدم و الشريان
كان بالإمكان
أن لا تولدي في الزمن هاذا
أن تفترشي بساط الكبر و الكبرياء
تستعيرين الصمت من جحافل السكينة
فلا يضيرك الزحام والضوضاء في المدينة
و لا الإستماع ألف مرة للإسطوانة الحزينة
أين متى من كيف لماذا..
كان بالإمكان
أن توجدي في عصر آخر
و أن لا تكوني انت و لا أكون أنا
ننصهر في كائن فرد
متفرد متوحد أحد أحادي
متشضي الحس .
مضطرم الوجدان
و كما الوادي له ضفتان
و كما الصدر له رئتان
نكون كائنا يسكنه اثنان
و كان من الممكن أن تكوني دمي
يتدفق في الوريد والشريان
وكان بالإمكان
أن تكون عيناك وطنا
يمتد على كل خارطة الأرض
يشمل كل الأوطان
تلغى به الحدود و السدود
يتواجد به كل الأجناس و الأطياف و الأديان
تلغى بل به كل مواثيق الردة
و مراسيم البغي التي يصدرها السلطان
و كان بالإمكان
أن تمسكي بناصية العبقرية
تزيلين الأدران من ما علق بالحضارة
من البغي
و النفاق
و الدعارة
و تشطبين من سجلات محاكم التمييز
كل الأسماء المستعارة
و ترجعين لإنسانيته الإنسان
و كان بالإمكان
أن تكوني مرابطة على قمم
جبال الأوراس
ترتدين كل يوم فروة
تنتزعينها من السباع و الكواسر
في البيداء و في البرية
و إن آتيك من العصور الحجرية
إذ لم تكن للتاريخ أبجدية
قرصان
أغزوك بفضاعة الهمجية
أخططفك إلى أدغال الأمزون
أو إلى كهف بجبال الهملايا
أو إلى الغابات الاستوائية
حيث لا عنوان
أقيم على ضفاف نهديك
و أسافر عبر عينيك
إلى كل ملاحم البشرية
كان ذالك بالإمكان
لو لم أكن في زمن فاقد الصلاحية
الهادي الفقيه الشابة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق