قـالَـتْ وَالْـحُـزْنُ بِـعَـيْـنَـيْـهـا
وَالْـدَّمْـعُ مـا بَـيْـنَ جَـفْـنَـيْـهـا
يُـخَـضّْـبُ جَـمـالَ وَجْـنَـتَـيْـهـا
وَالْـحَـسْـرَةُ تَـبْـدو عَـلـى شَـفَـتَـيْهـا
لَـقَـدْ ضَـيَّـعْـتُ نِـصْـفَ عُـمْـري
فَـأطْـرَقْـتُ حـائِـراً بِـأمْـري
وَسَـألْـتُـهـا مُـتَـرَدِّداً
وَأيْـنَ الْـنِّـصْـفُ الْـثّـانـي
مِـنَ الْـعُـمْـرِ
فَـصـاحَـتْ دونَ تَـرَدُّدِ
أنْـتَ أيُّـهـا الْـغَـبِـيُّ كُـلُّ عُـمْـري
قُـلْـتُ مَـشْـدوهـا
هَـذا كُـلُّ مـا تَـمَـنَّـيْـتُ
ولَـكِـنْ أخـافُ
أنْ يُـدَمِّـرَنـي الْـخَـيـالُ
وَأخْـشـى أنْ يَـخْـذِلَـني
الأمَـلُ
فـَقـالـَتْ
أتَـخـافُ يـا شـاعـري
مِـنَ الْـخَـيـالِ ؟
وَأنْـتَ مَـنْ طَـوَّعَ
الأوْزانَ والـقَـوافـي
وَأحَـلْـتَ الـصَّـحـاري
إلـى واحـاتٍ خُـضْـرٍ كَـالْـرَّوابـي
وَرَسَـمْـتَ فـي أرْجـائِـهـا
الْـجِـبـالَ والْـفَـيـافـي
أوَتَـخْـشـى مِـنَ الأمَـلِ ؟
وَمَـنْ غَـيْـرُ الْـشُّـعَـراءِ
يَـمْـسَـحُ الْـدُّمـوعَ مِـنَ الْـمـآقـي
وَيُـظْـهِـرُ لِـلْـنّـاسِ الْـخَـلَـلْ ؟
مَـنْ يُـنـيـرُ ظُـلْـمَـةَ الْـخَـطْـبِ الْـجَـلَـلْ ؟
مَـنْ يُـعـيـدُ مـيـزان الْـعَـدْلِ مِـنَ الْـخَـلَـلْ ؟
مَـنْ يَـمْـنَـعُ عَـنِ الْـوَطَـنِ الْـغَـرَقَ والْـبَـلَـلْ؟
فـإن لَـمْ تَـكٍـنْ أنْـتَ هَـذا وَذاكَ !
فَـمَـنْ يُـداوي جِـراحَـنـا والْـعِـلَـلْ ؟
أمْ مـا زِلْـتَ تـؤْمِـنُ مُـعـانِـداً
أنَّ الْـشِّـعْـرَ رَبٌ حـائِـرٌ
أفْـكـارُهُ مُـتَـنـاثِـرَةْ ؟!
بقلم فؤاد حلبي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق