كلما قرأت سورة الفجر ولامست قلبي الآية الكريمة بعد بسم الله الرحمان الرحيم (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) الا وتملكني شعور غريب أن القادم دائما أجمل تأملوا جمال هذه الآية حيث يهدينا الله عزوجل جنة عالية فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ، يفتح لنا أبوابها فلا يمسنا فيها تعب ولانصب وتغمرنا الرحمات الالاهية ، رغم أن أعمالنا الضئيلة لا تؤهلنا لها لكن رحمة الله الواسعة وفضله ومضاعفته لأعمالنا الخيرة وعفوه الكبير يجعله يتجاوز عنا ،سبحانه الواحد الأحد من تفرد بالعظمة والفضل والرحمة لا الاه الا هو ،فأيقنوا دوما أن كل أموركم ستختم بخير ان شاء الله فقط عليكم السعي فيما يرضي ربنا جل وعلا والحرص على الحلال من مأكل ومشرب ومعاملات دنيوية .
الله ربنا وحبيبنا ولا يتخلى الحبيب عن حبيبه أبدا لاتيأسوا ولاتقنطوا فالقادم أجمل لامحالة ، مهما توالت المصاعب ومهما واجهتك العقبات وتلقيت الانتكاسات فاعلم أن الله سببها لك لتكون لك قوة وفخرا فيما بعد ستتعلم من انكساراتك وعثراتك وآلامك واعلم أن أمرك كله خير وانت في عز الأزمات أنت مأجور فيالروعة الخالق ، تيقن أن كل ساعة تعيشها في طاعة الله هي لك درجات عاليات ،ترقى بها روحك ،وتترفع بها عن أشجان الحياة ، اعلم أن الصبر سيقودك الى الاطمئنان الذي يعيدك الى بارئك الذي صورك وأبدعك ، فتلقى عنده الرضا بما ستجد عنده وتلقاه راضيا عنك ،فأي سعد أخفي لنا ، تبارك الذي خلقنا وصورنا وأحسن الينا رغم جرأتنا ورغم آثامنا ،وعثراتنا وجهلنا ، تبارك الذي جعل لنا أنفسا أوابة تعود اليه حبا وشوقا اليه ،تبارك الذي تنعم علينا بالجود والكرم ، وجعلنا من عباده المسلمين .
ستجيبك صروف الحياة أنك بمعية الله وانت سعيد وانت تعيس وانت وحيد وانت تائه في هذه الحياة وستجده أقرب واحد الى قلبك قبل أن يشعر بك أحد فلا تبتئس ولاتشعرن بالوحدة مادام لك رب رحيم ،هيأ لك الأكوان والأفلاك والبحار والسماء والأرض فلا يكن في قلبك ذرة ريب أنك ستضيع في الحياة لأنه لايرضى لك ذلك أبدا سيجبرك ويسندك ويكفلك ويجعل لك من كل ضيق مخرجا ، فتوكل على الحي الذي لايموت وقل حسبي الله ونعم الوكيل ،ولاتنس أن القادم أجمل .
الأستاذة مسعودي رفيقة من الجزائر
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق