علاء الغريب يكتب...رفقاً بالقوارير

 { رفقًا بالقوارير }

كانت ببيت أبيها

ملكة نبيهة على العرش متربِّعة

و بعدالعرس

والدق والرقص

عاشت طوال عمرها

كاتمة النفس

طائعة لبعلها خانعة مُجبرة

إلى أن أصبحت برتبة جارية

يلقبها بالضبعة

تعيله وأولادها السبعة

وذات يوم

بعد السنوات المتعاقبة

تأملت واحات وجهها في المرآة

لتكتشف أن فصول عمرها قد فاتت

وكثبان عذاباتها العابرة

قد وشمت

على أطلال جبينها

نخيل عنفوانها المنكسر

... 2

يا أيتها الأقدار

أين تلك الوردة اليانعة

التي كانت تغار

من وجهها الفراشات

أين التي كانت تقفز

من فوق جسر العبور

لتلاحق حلم عصفور

يسابق سحاءب السماوات

هل فقدت بوصلة صوابي !؟

فأنا أرى امرأة عجنتها السنوات

فقدت ربيعها بليلة حلم

عندها ..

صاحت باكية دامعة

على جسدها المتعب

صيحة ثائرة

في وجه الظلم

...3

يا داخلي المشرَّد

في مدائن أنفاسي المتمردة

لن ألبسك بعد الآن ثوب الحداد

لا ... لن تكون كتابًا مقفلا

فما عدت ذاك الطائر الذبيح

فقد عبرت نوارسك المغامرة

جبال ملحي

بعد أن تخطت أنفاس الهاوية

فما عاد الرعد يخيفني

ولا سيول الأقاويل الجارفة

ولم يعد في داخلي طفلة ضائعة

ذليلة خاضعة

يمتزج لون وجهها بالبكاء

فلم تعد تخيفها تلك الخيالات

لعبسات سحابة سوداء

ولم تعد تصطك أنفاسها المتربة

من عويل ذئاب أفكارها المرعبة

...4

يا أم المؤمنين

يا سيدة النساء

يا من تشرَّبتِ

من الحبيب المصطفى

خصائل مكارم الأخلاق

وحسن العشرة

غلِّيني بيديك كأساورگِ الورقية

فأنا مشرَّدة الروح

وانصريني كما نصرتي زوجة الزبير

عندما رأيتِ خضرة جلدها

ينوح ويدمع ألمًا

* يا فاطمة الزهراء

يا سيدة نساء العالمين

يا دمعة الله في الحسين

ويا صاحبة مهر الشفاعة

في يوم الحشر الهائل

اِجعليني جميلة الخصائل

* يا مريم المجدلية

يا أيتها الوليدة القادمة المسرعة

نحو قبر المحب

يا من علمتنا

ما معنى رجاء القيامة

وكيف من الموت يصنع الفرح

اجعليني قبَّة قوس قُزح

لأصل لمنافذ العودة الثانية

...5

فليسمع

من يسمع

حتى أهل المعمعة

وأهل الخير وأهل المضرَّة

وأهل الحظ الوافر والمائل

سوف ألوِّن فصولي من جديد

وأرسم بريشة التفاؤل

على وعاء الروح غابة أغنيات

وألف بحر من الإمنيات

على وجه المجرَّة

فأنا الغيداء نجمة السماء

خلقت حرَّة وحرَّة وحرَّة

فصاحوا أهل التقوى

المقنَّعة

المتزوجين بأربعة

دون الحوريات

المتبرِّجة المنتظرة

في أسرَّة السماءات المعطَّرة

اِخرسي يا امرأة

صوت المرأة عورة

خيطي فمكِ النجس

أنتِ خُلقتِ للحرث

عندها صحت بوجههم

يا أصحاب الضمائر النواكر

أين أصحاب الأخلاق والمكارم

أين كلام الرسول الرحيم

حين قال

إن النساء شقائق الرجال

وأين وصيته رفقًا بالقوارير

فويل لكم يا أيها الجهلة الكفرة

من نار الآخرة

•علاء الغريب / كاتب صحفي