في فم الجامعة البشرية أضراس مسوسة و قد نخرتها العلة حتى بلغت عظم الفك، غير أن الجامعة البشرية لا تستأصلها لترتاح من أوجاعها بل تكتفي بتمريضها وتنظيف خارجها وملئ ثقوبها بالذهب اللماع.
وما أكثر الأطباء الذين يداوون أضراس الإنسانية بالطلاء الجميل و المواد البراقة. وما أكثر المرضى الذين يستسلمون إلى مشيئة أولئك الأطباء المصلحين فيتوجعون و يسقمون ثم يموتون بعلتهم مخدوعين.
غير أن الأمة التي تعتل ثم تموت لا تبعث لتظهر للملأ أسباب الأمراض المعنوية و ماهية الأدواء الاجتماعية التي تؤول بالأمم إلى الإنقراض و العدم.
وفي فم الأمة أضراس بآلية سوداء قذرة ذات رائحة كريهة وقد حاول أطباؤنا تطهيرها و حشوها بالميناء و إلباس خارجها رقوق الذهب و لكنها لا تشفى ولن تشفى بغير الاستئصال. والأمة التي تكون اضراسها معتلة تكون معدتها ضعيفة، وكم أمة ذهبت شهيدة عسر الهضم......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق