* /// تَحَجُرُ النَّدى ..*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
كانتِ الرِّيحُ لا تعرفُ وُجهتي
تَمضي حيثُ تَتَوجَّعُ صَرختي
وَكُنْتُ أحمِلُ دربي فوقَ حَنيني
الأشجارُ تظلِّلُ دُموعي
والنَّسمَةُ تكفكِفُ سَرَابي
أَمشِي في عَراءِ أوجَاعي
تَقُودُني بوصَلةُ الشَّقاءِ
إلى حيثُ اللا مَكَانِ
هناكَ سَأَجِدُ مَسكَني
وَأنَامُ حتّى يُورِقَ المِلحُ
وَيَنهَضَ الرَّمادُ
مِنْ تُربَةِ العَدَمِ
أنا حيطانُ التَّشتُّتِ
ضيَّعتُ جِهَاتَ أوردتي
عِندَ بوّابةِ المَجهولِ
وَظَلَّتْ بَسمَتي عالقةً
على حِبالِ الغُربةِ
تناديني الأعاصيرُ من كلِّ صوبٍ
وتأخذُني الأمنياتُ العَصِيّةُ
إلى جبالِ الأرقِ السَّاهرةِ
ومنْ هناك ..
من حيثُ يعبِّرُ القمرُ عن هولِ وحدتِهِ
ووحشتِهِ
أراني أبصرُ تَحَجُرَ النَّدى
في أفقِ الخُذلانِ
فأموتُ وأنا أطرقُ بوابةَ العشقِ
وتكونُ صحارى الكلامِ
بلا عشبٍ .. وبلا رائحة .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق