تزور الشاطئ الرملي بين الحين والآخر لعلها في قرارة نفسها تستجدي بعض أثر للخطى التي خطتها بفرح وغبطة بصحبة فارسها الحبيب الذي رحل إلى عالم الأبدية ... ولن يعود ... لكن ذكراه لم تزل جزوة من نار تلهبُ فؤادها المرهق بذكرى الأيام الخوالي ...
وتدرك في أعماقها أنها لن تعود تلك الفرحة الطفولية الحالمة
ولن يعود لروحها ذلك الوهج من البهجة على مدى عمرها...
على هذا الشاطئ الرملي إلتقته للمرة الأولى ... كان شاباً وسيماً ... ومع ذلك فإنه يحمل في قسمات وجهه سماتٍ للرجولة التي لم تستطع وداعته إخفاءها ...
وتطورت العلاقة بسرعة قياسية إلى حبٌٍ رائع تزينه السجايا الحميدة والخلق القويم لفارسها الراحل ...
تقول في نفسها ... رباه هل أستطيع العيش على ذكراه مدى الحياة ... فتجيبها الأمواج الخفيفة المتسلٌِلَة إلى أطراف قدميها ... لا يا غادتي الجميلة فإن روح فارسكِ في عليائِها تناجيكِ ... تابعي حياتكِ ... فإنٌَكِ تستحقين أن تكوني سعيدة ... فمجرد الذكرى لا تنفع الأحياء ولا تُحيي حلماً طواه الردى ...
عادت الغادة إلى بيتها وهي تفكر بوشوشات الأمواج وهمساتها ... وعند الصباح التالي إتخذت قرارها المتعقٌِل وهي تردد في سرٌِها يا لها حكمة الأمواج الرقيقة حينما تنطقُ بكل الحقيقة ... فقد أيقظتني من غفلتي وأعادت لي أنوثتي.
تحياتي للجميع
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق