عز الدين بو ميزر يكتب....حلف

 كلمة اليوم هي كلمة :

"حلف"

"حلف-آلى-أقسم-إيلاء"

الحَلفُ = اليمين التي تؤكد شيئا مضى.

* ويحلفون بالله إنهم لمنكم.

آلى = حلف غاضبا.* للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر.

القَسَمُ = اليمين التي تؤكد أمرا مستقبلا.

* إذ أقسموا ليصرمُنها مصبحين.

الإيلاءُ = حلف على القطع المعروف.* ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى.

شرح المعاني :

كل هذه الكلمات تتناول لوازم الوفاء ومستلزماته إلزاما والتزاما وما يلزم الانسان به نفسه من اجل عهد او وعد أو عقد او قسم أو نذر او حلف بالله.ماضيا أو مستقبلا يلزم به نفسه.

وقد استعمل الله تعالى في التنزيل هذه الكلمات على عادته من دقة البلاغة في عدم الترادف، فهناك فرق بين : أحلف بالله أو أقسم بالله او يمين الله أو أعاهد الله. وكل كلمة ترسم حالة مغايرة لا تنطبق على الأخرى.

الحلف : شيء وقع في الماضي تنفيه او تؤكده باسم من أسماء الله. أحلف أني ما ذهبت. أو : والله إني ذهبت. * يحلفون بالله ما قالوا. (ماضي). يحلفون بالله لكم ليرضوكم. (على شيء مضى).

القسم : عكس الحلف وهو في المستقبل. اوللدلالة على أمر سيحصل إلا في حالة واحدة وهي الاستثناء .* ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون. فكيف استخدم القسم هنا مكان الحلف في الظاهر ؟ والتفسير : أن الآية تتحدث في البرزخ الذي ينعدم فيه الزمن. والزمن مخلوق في الدنيا. لأن الزمن وعاء الحركة. فالآية جاءت تعبيرا عن قسم على عهد لا زمن فيه مطلقا فتساوى فيه الماضي والحاضر والمستقبل.

الإيلاء : إلزام النفس بعدم عمل معروف لشخص معين في المستقبل ويكون ذلك عقدا بيني وبين نفسي. كالزوج الذي يقسم

ألا يقرب زوجه في فراشها ومرت أربعة أشهر لا يقربها تصبح الزوجة في حل من الزواج بدون أن يطلقها * الذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم.

اليمين : هو كل ما ذكرناه سابقا من الحلف والقسم او العقد والإيلاء وكل هذا يسمى يمينا وأخذ الاسم من أن الناس كانوا إذا تعاقدوا او حلفوا أن يضع أحدهم يمينه بيمين الآخر.

أصل تسمية الحلف والقسم :

الحلف من السيف الحليف : اي القاطع الصارم . أي أحلف على شيء مضى؛ اي قطعت الأمر.

أما القسم فهو من قسمة الشيء بأن أعطيك قسما مما أملكه.

هذه المنظومة عظيمة كريمة تبين مدى أخلاقية الانسان وحفظه لعهد الله.

* واحفظوا أيمانكم.

الأيمان : من الايمان ما هو خفيف ولا يؤاخذ الانسان عنه. كأن تحلف على شيء ثم تنساه.

* لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم.

* لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان.

وهناك أيمان مهلكة وهي أبغض الأيمان وهي المين الغموس التي تحلفها كذبا لتقتطع مالا او أرضا.

ومن المهلكات اليمين التي تنفق فيه السلعة كذبا.

ومن المهلكات الأيمان الغليظة كذبا وخداعا في الحديث.

* ولا تطع كل حلاف مهين.

الأيمان التي لا ينبغي أن نفعلها وليس لها كفارة :

الحلف على معصية : كقطع رحم او على فعل معصية.

الحلف بغير يمين :

من جمال اللسان العربي المبين ان فيه أيمانا عظيمة بدون يمين وهي الصيغ اللغوية كما في قول الله * وإنك لعلى خلق عظيم. وواو القسم مع اللام صيغة بلاغية كاملة للقسم وهي من أعظم الصيغ البلاغية وهي تغني عن القسم.

إنك لصادق. قسم على صدقك بغير يمين.

قال ابن فارس : الحاء واللام والفاء أصل واحد وهو الملازمة. فلان حالف فلان إذا لازمه.

ومما شذ عن الباب قولهم : حليف اللسان :

إذا كان حديده.

قال الجوهري : حلف أقسم

الحِلفُ : بالكسر العهد. حالفه اي عاهده. والجمع : أحلاف. وهي معروفة قديما وحديثا.

يتبع ...