طاردت سرابا
طفت الدنيا وجبت الارض سعيا بمناكبها
فوجدت فيها من الطيبات ترياقا وطابا
كل ظواهر الكون رأيتها ولاحت لناظري
وما كان من شيء خفى عن عيني وغابا
واجهت الكون وادركت كنه الذي فيه
وعلمت عن كل ذي ظفر ومخلب ونابا
سالت عن ذا وذا مستدرك من ذا الذي
اضاع العلم والمعلوم وما كان قد اجابا
ظننت الدنيا ان لا غير الخير فيها
فوجدته وما دونه من الشر وخابا
ودرست النفوس من كل فصيل وعين بها
فوجدت فيها العفيف الطاهر الفذ المهابا
ومن شرائح الناس دون ذلك وجدت فيها
الفاسق الحقير باخس القدر السافل المعابا
فارتد من الدنيا مقاس الثوب الذي يناسبك
واحسن اختيار الثياب والبس منها الثوابا
فالخير في الدنيا ما كانت وقد وجدنا بها
فاحرص على وجودك بالوجود برا مثابا
فاسكن مساكن الاستقرار اينما وجدت
وازهد بعيشك خنوعا قنوعا عبدا آوابا
واسعى وراء كل طيب ونل الطيب منها
فالطيبون كنوزا ومكاسبا فيها اكتسابا
فقيم نفسك بوجه حق واحفظ لها مكانتها
ولا تجعلنك الدنيا ويكأنك طاردت سرابا
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
من أشعاري : مصطفى أمارة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق