----- يا من رحلت -----
يا من رحلتَ وتركتَ ليَّ الغربةَ
أتعلمُ كم أشتاقُ لكَ
قد يكون صبحي ليسَ كصبحِكَ
وقد يكون ليلي ليس كليلِكَ
فأنا خلقت لأكون لكَ لكَ وحدكَ
كلُ قصَصَ الهوى كتبتها من أجلكَ
وأشعار الغزل وأفراحي وأحزاني
كتبتها في قراطيس كتبتها لقلبكَ
أتدري حين تتساقط على محياكَ
بعض من حباتِ المطرِ
وهي تقبل بشوقٍ تقبلُ وجهُكَ
إنها دموعيَّ التي نقلتها
نقلتها السحاب لكَ
فتحسسها لتعلم إني أصدقكَ
فأنا لن ولن أنسى طفولتي معكَ
ولا الصبا حين كنا نمرح سوية
هي ليست أحلام كما البعض يظنها
هي حقيقة ستجدها تسكن قلبي وقلبكَ
لكن غدر الزمان بنا وعني أبعدكَ
والروح ضرام وكم تحن لكَ
يا ليتهم سألوني عنكَ قبل أن ترحل
لعلموا أن هواكَ في روحي نبع عشقكَ
تذكرتُ كل الأماكن التي كنا نجالسها
بشغف كان يجري بيننا حديثي وحديثكَ
في الأسحار كان القمر رفيقي ورفيقكَ
وفي صبحي كان ضوء الشمس فجركَ
وكم همتَ بي وكم همتُ بكَ
لكن نصل الفراق قد أضنى
فؤادي وأضنى فؤادكَ
فالغربة يا سيدي ليست
من طباعي وليست من طباعكَ
فمن حمل الغيظ في صدره
كيف إذن بالحب يرأف
لقد غدرتَ من يدٍ امتدت اليكَ
ويدٌ امتدت إليَّ
ولا أعلم لمَ السبب
سعدي النعيمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق