(الخالة...أم ثانية)
لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطي ابنة عمه حمزة لقريبة تحنو، ورحيمة تعطف، أعطاها لخالتها أسماء بنت عميس وقال:
إنما الخالة والدة.
الخالة...ومن كالخالة؟!
كأنها اقتسمت مع الأم قلبها، فشاركتها حب بنيها وبناتها...
فمن كانت لهم خالات.... لم يفقدوا الأمهات...
الخالة...فيها رائحة الحبيبة، وهي لأولاد أختها أقرب قريبة.
الخالة والخال... تركوا للأعمام الأسماء والأنساب، واكتفوا بعشق الحبيبات والأحباب.
الخالة برها بر لأمك،ومغفرة لذنبك...
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟) قَالَ: لَا، قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَبِرَّهَا).صححه الألباني.
الخالة...تضمك إلى بنيها...وتطعمك ما في فيها...ولو لم يكن لها ولد لاختارتك لكي تكنيها.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قَالَ: (فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ) يَعْنِي ابْن اخْتُهَا ، فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ.
فمن كانت له خالة فلينظر إلى أمه فيها، وليفعل ما بوسعه كي يرضيها.
أكثر من دخول بيتها...وأكرمها في أولادها...
يكفيك أنها أخت الحبيبة...
وشريكتها في الحنان والطيبة.
خالد_حمدي
