اذا كتب الغياب
ان اغدق القدر العقيم بما تبعثره المنون
سأنال من وجعي الدفين سلاف حزن وشجون
قد افرط الليل السديم بما تخزنه الظنون
وسعيت اقراء احرفا سكبت على كفن الرجاء
انا راحل لا زاد احمل في جيوبي او وعاء
حتى مياه البحر جفت في طريق الراحلين
وتركت ارثا للحنان وللرفاه وللبنين
ثوبي ينام بحسرة الامل المعفر في السنين
لو انت اتقنت الحساب .. فهات كفك مرة... ثم احسبي عبر الاصابع ما تبقى من حياة..
يبست غصون الصبح وارتطمت باعقاب النجاة
ذاك الفتى المغرور ازهق نفسه في الارتجال
وغدا يموت وينتهي متوازنا ذاك السجال
ويغيب عن صفحات بعض الحالمين الساهرين ..
كما يقال ....
وكما تغيب الشمس ينمحي ذكره بعد الزوال
قمرا توغل بالمحاق عن النجوم والعيون
قد يسالونك ذات ليل لو توشحتي السواد
عن عاثر سحقت خطاه بعد ان جف المداد
من ذا الذي سكب القوافي فوق اعمدة المساء
قولي بربك بعد هول الصمت او قبل البكاء
ليت الذي ارثيه او ابكيه اعرف من يكون
هو همسة الريح اذا مر السحاب بلا شتاء او ثلوج
ذاك الفتى الغجري لم يفهم سوى لغة الجنون
ثم اقلبي كفيك واطويها كما يطوى الكتاب
ما عاد ينفعك السؤال ولا التستر والجواب
بالامس كان مزاجه للعشق يختزن التودد والفنون
قد ضاع في حضن الضباب
عبثا سننتظر الاياب ...
فاليوم غاب ..
ما عاد ينفعك السؤال
بالامس كان هنا
واليوم غاب
اليوم غاب
علي زين غندور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق