مُسَافِرٌ بِخَيَالِيٍّ ...
يَاغْرِيبَا مُسَافِرًا فِى خَيَالِي أَنْشَدَ الْوُدَّ مِنْكَ وَأَطْلُبُهُ وَأَمْسَيْتَ دَاخِلِي وَتُسَبِّحُ فِى شِرْيَانِي ..
قُطِعَتْ حَبْلُ الْوَصْلِ بِكُلِّ الْبَشَرِ وَسَكَنْتْ أَنْتَ الرُّوحُ وَأَشْرَقَتْ شَمْسَكَ عَلَى ظَلَامِ أَيَّامِي ..
كُلُّ عَذَابٍ وَسَهْدٍ فِى عِشْقِكَ هَيِّنٌ وَبِإِصْرَارٍ دَائِمٍ أَكُونُ فِى أَنْتُظَارِكَ بِشَغَفٍ عِنْدَ مَرَافِئَ وَجَدَانِي ...
فَدَتْكَ الرُّوحُ وَكُلُّ غَالٍ حِينَ يَلُوحُ طَيْفُكَ وَحِينَ أَذْكُرُكَ فِى سَرِي وَجَهْرِي وَتَرْتَجِفُ لَكَ أَوْصَالِي ...
خَلْفَ الْمَسَافَاتِ وَبَيْنَ حُضُورٍ وَغِيَابٍ أَقِفُ بَعِيدًا مُتَطَلِّعًا لِلْآفَاقِ فَأَحْلِقْ فِى سَمَائِكَ بِخَيَالِي ...
سِحْرٌ هُوَ أَنْ يَحِنَّ الْفُؤَادُ لِمَنْ لَمْ نَلْقَاهُمْ إِلَّا طَيْفًا وَكَيْفَ عَلَى بِعَادِكَ مَلَكْتَ شَغَافِي وَأَرْكَانِي ...
فَيَاقْلَبْ رِفْقًا فِى هَوَاهُ قَدْ أَرْهَقْتَنِي فَقَطْ وَدَعْنِي أَشْدُو بِعِشْقِهَا بَيْنَ قَصَائِدِي وَجُزُرِ أَلْحَانِي ...
فَأَسْمَعُ هَمْسِي وَنَجْوَى الرُّوحَ يَامِنٌ جَعَلْتُ الشِّعْرَ حَدِيثِي إِلَيْكَ وَقِصَّةَ عِشْقٍ بِدِيوَانِي ...
هَا أَنْتَ بَيْنَ أَجْفَانِي لَا أَرَى سِوَاكَ إِهْنَأً بِسَهْدِي وَعَذَابٍ إِشْتِيَاقِي وَأَسْعَدُ أَنَا بِحُلْمٍ فِيهِ تَلْقَانِي ...
وَإِنِّي لَصَبُورٌ عَلَى كُلِّ أَوْجَاعِ الزَّمَانِ وَلَسْتُ أُبَالِي لَكِنَّهُ الشَّوْقُ إِلَيْكَ وَجَمْرُ الْإِنْتِظَارِ هُوَ مِنْ أَبْكَانِي ...
(فَارِسُ الْقَلَمِ )
بِقَلَمَيْ / رَمَضَانَ الشَّافِعِىِّ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق