الخميس، 22 أبريل 2021

ربيع دهام...يكتب. ( أيُّ رجلٍ أنتَ)


 ( أيُّ رجلٍ أنتَ)


وتسألينني أي رجلٌ أنتَ

وأجيبكِ

أنا الذي أحببتُ الشمسَ

وعشِقتُ مثل الشمسِ المطرْ

وأنا الذي صبحّتُ بالخيرِ

 كلَّ ورود الدنيا

وغمرتُ الشوكَ حتى لو

 في داخلِ جلدي انكسَرْ

وتسألينني أي رجل أنتَ 

وأجيبكِ

أنا الذي وهبتُ عمري للآخرينَ

 دون أن أنشدُ فوزاً

 أو نصراً أو ظَفَرْ

روحي عودٌ عنيدٌ

تشـــقّــقُــه الجروحُ

فــيـنزفُ النغمات عشقــاً

على الوترْ

 وكم مِن طعنةٍ 

قد شُكَّتْ في ضلوعي

وكم من رمحٍ وخنجرٍ

غُرِز في قلبي وانكسرْ

وظلَّ الفؤادُ حَملاً وديعاً

ونصلُ السيفِ

 بصلابةِ الرقّةِ انشطرْ

وكم من مرةٍ صمتتُ وصبرتُ

وقلتُ لظَهري تحمّلْ

لو قدروا عليكَ

ما انسلّوا من خلفكَ  مثل الذئابِ

شاهرين أنيابَهم

ومخالب أحقادِهِم شَرَرْ

وتسأليني أي رجلٍ أنتَ

وأجيبك

أنا الحرُّ كالريحِ

والواضحُ كالسيفِ

لا يحبسني دينٌ 

ولا تسجنني طائفةٌ

ولا حزبٌ ولا زعيمٌ 

أو حتى بروازٌ للصُوَرْ

طريقُ الوعرِ اخترته

لقلةِ سالكيه 

ولي  في عليِّ ابن طالبَ

سيرةَ حياةٍ ودُرَرْ

إن انتصرتُ ازددتُ تواضعاً

وإن كُسِرتُ

أعود وأقف وأمشي

ما دجَّنَ القدرُ

أرواحاً متمردةً

بل صنع التمرّدُ القدرْ 

وإن وقعتُ

وإن خسرتُ

فما الضرر؟

وتسأليني أيِّ رجل أنتَ

وأجيبكِ

أنا الذي لا تهزُّ الدنيا

ثباتَ عريني

وأنا الذي ما طأطأت رأسي

لجبّارٍ

حسِبَ نفسَه كبيراً

وهو لا شيء بالمختصرْ 

لو هزموني ... لو طعنوني

لو قتلوني

فخري أني مثل المسيح

في العراءِ صُلِبتُ

وما فرَّ لحمي عن جلدي

وما تراجع حلمي  واندثرْ

مَن أذلَّ نفسه للأشرارِ

عاش أبد الدهرِ بين الحُفَرْ

ظنَّ نفسه قد ربحَ العمرَ

وهو  في حقيقةِ الأمرِ خسرْ

وتسأليني أي رجلٌ أنتَ

وأجيبكِ

أنا الذي ما حنيتُ رأسي لإنسانٍ

وحنيته

للناس المظلومين المقهورين

وللغيمِ ... وللشمسِ

وللعصافير التي تزقزق فرحاً

 على الشجرْ

وما حلمتُ يوماً بمجدٍ

وما أسكرني أبداً جاهٌ

 أو منصبٌ

أو تاريخٌ يدوّن إسمي

في قصور العهرْ

وما همّتي لو نقشوا حروفي

في صخور الصفحاتِ

وما همّني لو كتبوا

على شواهد قبري :

" كان بطلْ "

لو متُّ

لو غبتُ 

لو رحلتُ

دعهم يدفنون جسدي  بالترابِ

ليأكل الدود بقايا لحمي

وينهش النمل جسمي

والظلامُ الكبيرُ 

 يقف كالحقيقةِ 

 بين العينِ والنظرْ

جئتُ إلى الدنيا طفلاً نظيفاً

وسأرحلُ عنها مثلما جئتُ

أن أكون مظلوماً لا ظالماً

ومقتولاً لا قاتلاً

وأن لا يـُلطّخُ بالسوادِ قلبي

وأن لا يقدر على تركيعي بشرْ 

فدَعهُم يثرثرون كيفما يشاؤون

ودعهم يستغيبون ويكذبون وينافقون 

ويسكبون سوء الكلام فوق رأسي

جُمَلٌ كأقراص الغيمِ

رعدُها 

نـمائمــمُ تعوي ولا تفعل

وبرقُها 

وجهٌ تحت القناعِ ظهرْ

غداً يقولون يوم الرحيلِ :

  " ذاك رجلٌ

كلَّ أحقاد الدنيا لم تلوّث

ذرةً في قلبه

وذاك رجلٌ

بدل أن يلعن الظلام

حمل في صدره

 الحبَّ والنورَ والقمرْ "


( بقلم ربيع دهام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...