الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

د/ توفيق عبدالله حسانين يكتب....بحرُ عينِها


 

 بحرُ عينِها

عاتبني الشوقُ: لَمْ تَبحَرْ بِعَيْنِهــا
وتخوضَ بَحــرَ الأمـواجِ تَشَوُّقـــا
رغـمَ أنّها اسْتَبَاحَتْ قَتْلَ مُهْجَتِي
بِسِهامِ عَيْنِهــا دونَ أنْ تَتَرَفَّقــا
أنـا القتيلُ بسـيوفِ رِمْـوشِها
تَقْطَعُ وريدِي والشِّـرْيانَ مُزَّقــا
جميلةُ العَيْنَيْنِ باهِرُ حُسْنِها
وتَظَلُّ عَيْنِي في هَوَاهَا تَحَدُّقــا
رِفقًا بقلبي، فهو مَنِ اخْتارَ حِبَّها
والموتَ على شُطآنِ مَآقِيكِ مُحَرَّقــا
أوْ أنْ يَغُوصَ بِنَهْرِ عَيْنَيْكِ الّذي
يَهْوَى الفُؤادُ سَبيلَهُ لِيَتَعَلَّقــا
فَكِلْتَا الحَالَتَينِ أهونُ مِنْ بُعْدٍ
يُصيبُ القلبَ نَزْفًا والفُؤادَ تَفَرُّقــا
بقلم: د/ توفيق عبدالله حسانين

محمد الحسيني يكتب...."الكتاب"


 

غرباء بقلوب متّصلة 3

"الكتاب"
(خُماسيّةٌ شِعْريّةٌ عن كلِّ شيءٍ منسيٍّ يحمِلُ روحًا وذاكرةً)
في القاهرة،
عند سورِ الأزبكيّة، اشترتْ نورُ كتابًا قديمًا يحمل عنوانه: "يوميّاتٌ في يومٍ مريض".
لم تفهم المعنى بادئَ الأمر؛ كان الكتابُ مُهترِئًا، وصفحاتُهُ صفراءَ بفعلِ الزَّمن.
وعلى الصفحةِ الأولى، سطرٌ مكتوبٌ بحبرٍ أسود:
"إذا وجدتَ كتابي… فأنا ميّتٌ الآن."
ومن شدّةِ الدَّهشة وارتفاعِ الحاجبين كأبوابٍ مشرعة، اكتشفتْ نور أنّ تلك اليوميّات ليست مطبوعةً كالغلاف،
بل مكتوبةٌ بخطٍّ مُرتعش… يزدادُ اضطرابًا مع كلّ صفحةٍ تقلبها.
كاتبُ اليوميّات رجلٌ يُدعى مصطفى الشامي، طبيبٌ نفسيٌّ في مستشفى العبّاسيّة،
وكان يدوّن حالةَ مريضةٍ تُدعى سلمى — امرأةٌ تدّعي أنّها تسمع أصواتَ الموتى عبر الأشياء التي يلمسونها.
في البداية، كان مصطفى يعتقد أنّها تهذي…
لكن مع الوقت، بدأ هو الآخر يسمع.
كتبَ في إحدى الصفحات:
"اليومَ لَمَستُ ساعةَ سلمى… سمعتُ صوتَ أمِّها الميّتة يناديها.
هذا مستحيل… لكنّني مُوقِنٌ بما سمعت."
كانت نورُ تقلّب الصفحاتِ بيدين مُرتعشتين،
تأكلُ الحروفَ والأحداثَ بنَهَم،
حين وصل مصطفى إلى مرحلةِ هَوَسٍ صريح، ودوّن:
"سلمى ليست مريضة… العالَمُ هو المريض.
نحن مُحاطون بأرواحٍ تصرخ، ولا يسمعها أحد."
ثمّ توقّفت اليوميّات فجأة…
آخر صفحةٍ كُتبت بخطٍّ مُشوَّه، كأنّ يدًا تُحتضَر:
"سلمى ماتت الليلة… شنقَتْ نفسَها بوشاحِ أمِّها.
والآن… أسمعُ صوتَها من بين السطور.
تقول لي ببُحّةِ ضِفدع:
لا تلمسْ شيئًا يخصّني… وإلّا ستُصاب بلَعنتي،
وستسمعني… إلى الأبد."
ارتجفتْ نور، وتلفّتتْ حولها كأنّها اكتشفتَ ما خلفَ الظلال،
وكأنّها — رغماً عنها — أصبحت جزءًا من الرواية.
سقط الكتابُ من يدها وهي تلهث…
لكن الأوان كان قد فات.
في تلك الليلة، سمعَتْ هَمْسًا خافتًا في غرفتها، بالبُحّة ذاتها:
"نور… لقد سمعتِني الآن… أنتِ واحدةٌ منّا."
في الصباحِ الباكر، ذهبتْ نور إلى مستشفى العبّاسيّة تبحث عن مصطفى الشامي.
قالوا لها:
"انتحرَ عام 1987… كان يهذي قبل موته،
يقول إنّ الموتى يتحدّثون إليه من وراء التُّراب."
عادت نور إلى بيتها.
وضعت الكتاب في موقدِ المدفأة، وأضرمت النارَ فيه،
لكن الصوت لم يتوقّف…
كان يهمس لها كلّما لمستَ شيئًا قديمًا:
"نحن لا نموت…
نحن ننتقل."
✍️
 محمد الحسيني – لبنان

عصام أحمد الصامت يكتب...في حُبكِ أُبحر

 

"في حُبكِ أُبحر"
شَمس الضُّحى لَولا شُعاعُك باشرَاقي
قَلبي وَلا حَطَّت بِظِلِّك الأَملاكُ طراقي
أَنت النّعيمُ الَّذي يَفيضُ عَلى قَلبي
وَأَنتَ رُوحُ الفُؤادِ وَالأَعماقِ
أَشرَقتِ في قَلبِي بِلا مِنَّةٍ
وَأَنَرتِ دُنيايَ باحسن أخلاقي
أَنت الحَياةُ الَّتي تُزَهِّرُ في قَلبي
أَزهارَ رَبيعِ العُمُرِ المُشرِقِ الباقي
فَما الَّذي يُنسيكِ مِن وَصلي وَمِن لَقي
وَأَنتِ في قَلبي عَزيزَةُ المَشاعِرِ باقي
وَأَنتِ رُوحُ الفُؤادِ في كُلِّ حَديثٍ
وَأَنتِ نورُ العَينِ مَشهُدِ أشواقي
تَشعُرينَ بي وَأَشعُرُ بِكِ في هُدىً
وَنَتَشارَكُ الأَحلامَ في كُلِّ أوراقي
فَما الَّذي يُبعِدُنا وَنَحنُ عَلى قَدرٍ
مِنَ الوِدادِ وَالحُبِّ وَالوفاقِ
أَطَولَ عُمرِي أَنسى حُبَّكِ أَو أَبدو
بِلا حُبِّكِ في الدُّنيا وَلا أُحسِنُ العُناقِ
وَيَبقى الحُبُّ رَغمَ البُعدِ يَنهَضُني
لِلعُمرِ مَرَّةً أُخرى بِلا نِفاقِ
وَيَبقى الشَوقُ يَحفِزُني لِلِقاءِكِ
في كُلِّ حينٍ بِلا مَللٍ طارقي
وَيَبقى الوِردُ في خَدِّكِ يَزهَرُ لي
رَغمَ الزَمانِ وَطولِ البُعدِ وَالعُناقِ
فَلا تَنسَينَ مِن قَلبِي حَبيبتَهُ
فَما لِقَلبِي سِواكِ مفتاح اغلاقي
وَأَنا الَّذي أَبذُلُ العُمرَ لِأَجلِكِ
ما أَبالي الزَمانَ وَلا أَخشى الفِراقِ
فَكوني لِقَلبي مَلاذاً وَمَأواهُ
وَكوني لَهُ نوراً وَحُبّاً وَإِطلاقِ
فَما لِحَياتِي مَعنىً مِن دونِكِ
وَلَولا حُبُّكِ ما طابَت هيام عاشقي
وَأَنتِ الَّتي تُحيي قَلبي بِحُبِّها
وَتَجعلُ الدُنيا في عينيّ راقي
أَنتِ الأَماني الَّتي أَرجو لِقاءَها
وَأَنتِ الأَمَلُ الَّذي يُنيرُ طريقي
فَكوني لِحُبي لَكِ الدائمِ رُكنَهُ
وَكُن لِقَلبي في كُلِّ حينٍ مُراقي
بقلمي عصام أحمد الصامت

الاثنين، 17 نوفمبر 2025

خالد_طلعت يكتب.... وتأتيني رقيقة بالميل


 وتأتيني رقيقة بالميل

نسيما بالليل
كي نهرب بعيدا عن كل شيء
نركض كطفلين
مازال في العمر بقية
والأمل ينسج بالحرير أماني
وأمنية
تتحقق
تشرق
كشمس يوم جديد
تضخ أملا
حياة في الوريد
حياة
تنير عتم الأمس
تفك طلاسم من العهد القديم
تجمع مع شعاع الغد رجاءات
تدفع في جوف الجب خيبات
ترسم بالنور عمرا جديد
تأتي بوجد مغيب شريد
وكم كثيرا من همس تاه مع الحلم
دعي من الحزن فقد فات
تتحقق الرجاءات بالتمنيات
تهدم أسوار الظلم
تكتب بدايات
أراها تتحقق الوعود
تسطر نهايات
ترتفع رايات الغد باليقين
غد يرتدي حلة البهاء المحبين

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...