الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

محمد الحسيني يكتب...."الكتاب"


 

غرباء بقلوب متّصلة 3

"الكتاب"
(خُماسيّةٌ شِعْريّةٌ عن كلِّ شيءٍ منسيٍّ يحمِلُ روحًا وذاكرةً)
في القاهرة،
عند سورِ الأزبكيّة، اشترتْ نورُ كتابًا قديمًا يحمل عنوانه: "يوميّاتٌ في يومٍ مريض".
لم تفهم المعنى بادئَ الأمر؛ كان الكتابُ مُهترِئًا، وصفحاتُهُ صفراءَ بفعلِ الزَّمن.
وعلى الصفحةِ الأولى، سطرٌ مكتوبٌ بحبرٍ أسود:
"إذا وجدتَ كتابي… فأنا ميّتٌ الآن."
ومن شدّةِ الدَّهشة وارتفاعِ الحاجبين كأبوابٍ مشرعة، اكتشفتْ نور أنّ تلك اليوميّات ليست مطبوعةً كالغلاف،
بل مكتوبةٌ بخطٍّ مُرتعش… يزدادُ اضطرابًا مع كلّ صفحةٍ تقلبها.
كاتبُ اليوميّات رجلٌ يُدعى مصطفى الشامي، طبيبٌ نفسيٌّ في مستشفى العبّاسيّة،
وكان يدوّن حالةَ مريضةٍ تُدعى سلمى — امرأةٌ تدّعي أنّها تسمع أصواتَ الموتى عبر الأشياء التي يلمسونها.
في البداية، كان مصطفى يعتقد أنّها تهذي…
لكن مع الوقت، بدأ هو الآخر يسمع.
كتبَ في إحدى الصفحات:
"اليومَ لَمَستُ ساعةَ سلمى… سمعتُ صوتَ أمِّها الميّتة يناديها.
هذا مستحيل… لكنّني مُوقِنٌ بما سمعت."
كانت نورُ تقلّب الصفحاتِ بيدين مُرتعشتين،
تأكلُ الحروفَ والأحداثَ بنَهَم،
حين وصل مصطفى إلى مرحلةِ هَوَسٍ صريح، ودوّن:
"سلمى ليست مريضة… العالَمُ هو المريض.
نحن مُحاطون بأرواحٍ تصرخ، ولا يسمعها أحد."
ثمّ توقّفت اليوميّات فجأة…
آخر صفحةٍ كُتبت بخطٍّ مُشوَّه، كأنّ يدًا تُحتضَر:
"سلمى ماتت الليلة… شنقَتْ نفسَها بوشاحِ أمِّها.
والآن… أسمعُ صوتَها من بين السطور.
تقول لي ببُحّةِ ضِفدع:
لا تلمسْ شيئًا يخصّني… وإلّا ستُصاب بلَعنتي،
وستسمعني… إلى الأبد."
ارتجفتْ نور، وتلفّتتْ حولها كأنّها اكتشفتَ ما خلفَ الظلال،
وكأنّها — رغماً عنها — أصبحت جزءًا من الرواية.
سقط الكتابُ من يدها وهي تلهث…
لكن الأوان كان قد فات.
في تلك الليلة، سمعَتْ هَمْسًا خافتًا في غرفتها، بالبُحّة ذاتها:
"نور… لقد سمعتِني الآن… أنتِ واحدةٌ منّا."
في الصباحِ الباكر، ذهبتْ نور إلى مستشفى العبّاسيّة تبحث عن مصطفى الشامي.
قالوا لها:
"انتحرَ عام 1987… كان يهذي قبل موته،
يقول إنّ الموتى يتحدّثون إليه من وراء التُّراب."
عادت نور إلى بيتها.
وضعت الكتاب في موقدِ المدفأة، وأضرمت النارَ فيه،
لكن الصوت لم يتوقّف…
كان يهمس لها كلّما لمستَ شيئًا قديمًا:
"نحن لا نموت…
نحن ننتقل."
✍️
 محمد الحسيني – لبنان

عصام أحمد الصامت يكتب...في حُبكِ أُبحر

 

"في حُبكِ أُبحر"
شَمس الضُّحى لَولا شُعاعُك باشرَاقي
قَلبي وَلا حَطَّت بِظِلِّك الأَملاكُ طراقي
أَنت النّعيمُ الَّذي يَفيضُ عَلى قَلبي
وَأَنتَ رُوحُ الفُؤادِ وَالأَعماقِ
أَشرَقتِ في قَلبِي بِلا مِنَّةٍ
وَأَنَرتِ دُنيايَ باحسن أخلاقي
أَنت الحَياةُ الَّتي تُزَهِّرُ في قَلبي
أَزهارَ رَبيعِ العُمُرِ المُشرِقِ الباقي
فَما الَّذي يُنسيكِ مِن وَصلي وَمِن لَقي
وَأَنتِ في قَلبي عَزيزَةُ المَشاعِرِ باقي
وَأَنتِ رُوحُ الفُؤادِ في كُلِّ حَديثٍ
وَأَنتِ نورُ العَينِ مَشهُدِ أشواقي
تَشعُرينَ بي وَأَشعُرُ بِكِ في هُدىً
وَنَتَشارَكُ الأَحلامَ في كُلِّ أوراقي
فَما الَّذي يُبعِدُنا وَنَحنُ عَلى قَدرٍ
مِنَ الوِدادِ وَالحُبِّ وَالوفاقِ
أَطَولَ عُمرِي أَنسى حُبَّكِ أَو أَبدو
بِلا حُبِّكِ في الدُّنيا وَلا أُحسِنُ العُناقِ
وَيَبقى الحُبُّ رَغمَ البُعدِ يَنهَضُني
لِلعُمرِ مَرَّةً أُخرى بِلا نِفاقِ
وَيَبقى الشَوقُ يَحفِزُني لِلِقاءِكِ
في كُلِّ حينٍ بِلا مَللٍ طارقي
وَيَبقى الوِردُ في خَدِّكِ يَزهَرُ لي
رَغمَ الزَمانِ وَطولِ البُعدِ وَالعُناقِ
فَلا تَنسَينَ مِن قَلبِي حَبيبتَهُ
فَما لِقَلبِي سِواكِ مفتاح اغلاقي
وَأَنا الَّذي أَبذُلُ العُمرَ لِأَجلِكِ
ما أَبالي الزَمانَ وَلا أَخشى الفِراقِ
فَكوني لِقَلبي مَلاذاً وَمَأواهُ
وَكوني لَهُ نوراً وَحُبّاً وَإِطلاقِ
فَما لِحَياتِي مَعنىً مِن دونِكِ
وَلَولا حُبُّكِ ما طابَت هيام عاشقي
وَأَنتِ الَّتي تُحيي قَلبي بِحُبِّها
وَتَجعلُ الدُنيا في عينيّ راقي
أَنتِ الأَماني الَّتي أَرجو لِقاءَها
وَأَنتِ الأَمَلُ الَّذي يُنيرُ طريقي
فَكوني لِحُبي لَكِ الدائمِ رُكنَهُ
وَكُن لِقَلبي في كُلِّ حينٍ مُراقي
بقلمي عصام أحمد الصامت

الاثنين، 17 نوفمبر 2025

خالد_طلعت يكتب.... وتأتيني رقيقة بالميل


 وتأتيني رقيقة بالميل

نسيما بالليل
كي نهرب بعيدا عن كل شيء
نركض كطفلين
مازال في العمر بقية
والأمل ينسج بالحرير أماني
وأمنية
تتحقق
تشرق
كشمس يوم جديد
تضخ أملا
حياة في الوريد
حياة
تنير عتم الأمس
تفك طلاسم من العهد القديم
تجمع مع شعاع الغد رجاءات
تدفع في جوف الجب خيبات
ترسم بالنور عمرا جديد
تأتي بوجد مغيب شريد
وكم كثيرا من همس تاه مع الحلم
دعي من الحزن فقد فات
تتحقق الرجاءات بالتمنيات
تهدم أسوار الظلم
تكتب بدايات
أراها تتحقق الوعود
تسطر نهايات
ترتفع رايات الغد باليقين
غد يرتدي حلة البهاء المحبين

محمد الجميل ابوالعلا يكتب....أحبك فوق ما في الحبِّ من حبٍّ.. ولا يكفي.


 أحبك فوق ما في الحبِّ من حبٍّ.. ولا يكفي..

أضمك زهرة الميلاد والأعياد والدنيا ولا يكفي..
أجوعُ إليك يا مطراً يظللني ويسقيني ويأخذني.. ولا يكفي..
أسافر فيك من وعدٍ إلى وعدٍ وأنشر كل أشرعتي ولا يكفي..
يطلُّ العشقُ في عينيَّ مجنوناً وآخذ جمرة الأشواق أتلوها على صدري ولا يكفي..
ألمُّ حدائق الدنيا وأفرشها على كفيك آهاتٍ وأسرجُ كل ما في القلب من وجدٍ.. ولا يكفي..
أضمُّ النور أفردهُ على الطرقات تحت خطاكِ أرصفةً.. ولا يكفي

علي يوسف أبو بيجاد يكتب....فضفضه الليل

 
فضفضه الليل
بقلمي
علي يوسف ابو بيجاد
.......
انا الليل
وكم يا انسان
انت ظلمتني
لا دخل لي
فيما يحدث لك
فكيف بالله
عليك
تلومني
تقول عني
وتشبهني
بكل سوء
يحدث معك
وكانك قد
اخذت رأيي
او استشرتني
تفعل ما
يحلو لك
وتسعد بما
يتناقل عنك
حتي تقع
وتدمع عينك
ثم تسبني
يا ايها الانسان
الظلوم الجهول
المتكبر العجول
الا حكمت
عقلك
ثم قلبك
قبل أن تدان
ثم تدينني
يعلم الله
اني بريء
منك
مع اني
قد خلقت
لأكون سكنا
لك
ومع هذا
لا ازال بالنسبه
لك مدانا
يستحق أن تقسو
علي ثم
تهجونني
.....
بقلمي
علي يوسف
ابو بيجاد

الأستاذ الشاذلي دَمّق يكتب... دَخَنٌ على معارج النَّظْم


 

🤲♨️ دَخَنٌ على معارج النَّظْم ♨️🤲
أيّـهــا المُؤَزَّل فيـــنا و المُطلق الدّيْــــمـــومْ
متى اقتحامُ العَـــقَبـة و انــجلاءُ الغُيـُـومْ ؟
أَسْعِفْنــا يـا ذا المَدَد فالــقلـــــوبُ أضـحـت
مَــراجلَ للـــــــــغَــيظ و لا أحد معـصــــومْ
فَـلِأيِّ حيـــــــــــــــن و نـحن لِلْـعِـبْـرِيِّــــيـن
نَـنْـتـحـل لَـفْـظَنا المَعِين و الطّبعَ الكَظـومْ ؟
و إلى أيِّ مــــــــدى يَـذُود عـنّــا الـصّـبـر ؟
و هل بقي فيـــنــــا مِـنَ الـجَـلَـد ما نَـرومْ ؟
مـــا الـفـائدة أنّـنــــــا نُـرتِّـب الفـوضَــــــــى
و رَحى هَـيْـجــــائِـهم فــي كلّ الـتُّـخُــومْ ؟
ما جَدوى الــتّرميم ؟ و الرُّكامُ على الخِضَمّ
يَـضـجُّ مِـن حـولــــــنا مثل بـاقـي الغُـمُــومْ
أَ لا مِن أحد يتَمعَّر وجهُه - لِلْـخُبز الـحافي -
و الصَّــحن الخالــي فــي يـــد الـمـحـرومْ ؟
فمَن إذا لِلْبَطن الخاوي و الـجسـد العـاري ؟
و مَن للفقير الخــافي و البائس المعــدومْ ؟
مَـن للأسـيـر الثّائــــر يَـسْـكُـب مُـــوقَــــه ؟
مَـن لِلْـمـثـاكــيــل و الـمُـضامِ و الـمـظلومْ ؟
حـــتّــــى الـمــــــلاءةُ و عـبـاءةُ الأســـيــاد
تـرْفُـلُ أذيـالُها رقـصـا على جُرحنا المكتـومْ
و الـــغَـبـــائِـنُ كــلُّـها في الولـيّ الـدَّاغــــــر
و الـزّمــــــن الغـــادر و و لائِـــنـا الـمَـزعـومْ
كـيـف نُـواجـه الـحَمِـيّة في نَسْـغِ أوداجنا ؟
كـيـف نُـبــــرّر للـذّريّـة صمـتـنا المـخـتومْ ؟
هل حِـيـاضُنـا هـــذي أم جُـحــور الضِّـبـاع
أَضِْـحَتْ؟ فـيا لَلْخِزي و يـا "عَـيْـب الشُّــومْ"
قـد صـارت مَرابـعُـنـــا لـــعنــــةً للــتّـرويـــع
و مَــــحـارةً لِلْـغِـــيـلـة و أشتات الْــهـمـــومْ
فمَن يملُك نَواصينا ؟ و من يأخذ بأيـدينـا ؟
مـن يُــدانـــــــيـنــــا لِأســوار الــنّـجـــومْ ؟
عـلّنـا نُراود الرّاجـمـات تتَـنزّل عليهم كِسَفًـا
و الشُّهُبَ الرّاصدات تبُــاغت بالـهـجـــــــوم
أين الرّعد والصّافّات والواقعة و الذّاريات؟
أنّى الزّلزلة تَؤُزُّهــــم و يـومهم الـمشـؤوم ؟
أيـن الـواقعة والمسد والحاقّة و الحـطب ؟
أين القارعة و الحديد ثمّ الطّارق المعلومْ ؟
أين الفـيل و الأبابـيل و الحجر السّـجّـيــل؟
أين الـنَّـحِسـات السّبع و ثمانيها الحُسـومْ ؟
أين ريحُكَ الصّرصَـر وَ بَرْقُك الخُلَّبُ رَبِّـي ؟
و الصّيحةُ المُـــهلِكة و الحَـجَـرُ المـرقــومْ ؟
أين المَـــسخُ و سُنَـنُ الخَسْـف و الـرَّجْـف ؟
أين الدَّمدَمة عليـــهم و الـنّــــار الـسَّـمومْ ؟
أيـن الملَأُ الأعلـــــى؟ أيـن جـنـود السّمـاء ؟
أين نـافــــخُ الصُّـــور و البُراق و حَـيْـزومْ ؟
أيـن الزّاجـــــــــــرات و أيـن العاصـفــات ؟
أيـن الـغــــــاشيـــــة و أمـرُها الـمـحـتـومْ ؟
أين الـنّـاشـــــــــــرات و أين الـتّـالـيــــات ؟
أين الـصّـواعـقُ و البَرَدُ و الوَدْقُ المركومْ ؟
و العادياتُ و المُوريات و المغـيـراتُ أيـن ؟
و الـزّبانية ، أيـن هي و بطشها الـمحسومْ ؟
آهٍ يا ذا الكـبريـــــــاء و القوّة و الـجـبـروت
يا ذا الطَّوْل و الحَوْل ، يا وكيل كلّ مَكلــومْ
أرنا فـيـهم آي فرعـون و هـامـان و قــارون
وابن كنـعـان وَجالوتَ و عُـقْـبَـى سَــــــدومْ
و امْـحَقـهــــــم شَـذرًا و اسـحـقــــهم مـذَرًا
إنّـهم ذِرُّ قابيــــــــــل ألِدّاءٌ علينـا و خصـومْ
ْ
اللّهمّ عَـقِّـمْ الأصلاب و اجْـذِمْ لَهم الأَعـقاب
و اسْقِهم رَدْغَ الخَبـال و الغِسْلِـين و زقّـــومْ
و اخـتـم لهم بالوبــال و ســــــوءِ الـمـــــآل آميــــن يا ذا الجـلال و يا حـيّ يا قـيّــــومْ
الإمضاء الشاعر
الأستاذ الشاذلي دَمّق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...