(مهلا أيامي)!:
مهلا هداك الله أيامي
سيري الهوينى
فإني أراك قسرا
تجرّين كياني
وتلهثين عَدْوًا وراء غدي..
هذي السنون تمر عَجولا
غير عابئة
بآمالي وأشجاني
وما يعتريني من الآلام والكمد
مثل الرياح غضونَ عاصفة
تمر فتذرو بقايا أحلامي
وتنزع مني خيط رجاء أخير
ظللت أمسكه
لما كبرت بنواجذي ويدي
أيمم وجهي نحو الأمس أطلبه
وقد مضى أغلب العمر
هباء وراح الى الأبد
فلا ألفي سوى ندف من الذكرى
تطفو كأشباح تطل واجفة
وترتسم على مرآة واعيتي
بلا وجوه ولا نبض ولا وهج
كأنها من نسج أخيلتي
أو محض أوهام
تناثرت في رأسي المكدود
ما بين منفرد منها ومحتشد
ماذا جنيت ترى من رحلتي الطولى
سوى بليغ شجون
قد أوهنت روحي
وباعثات حنين قد برت جسدي؟.
كأنني ما كنت يوما صبيا
حالما نضرا
ولم أكن ذات عهد فتى
يطاول الشمس
ويرنو لسامقات الذرى
ويزدري بلايا الدهر ممتشقا
سيف التحدي ولا يلوي على أحد
يكتب....وما كنت ذاك الهمام رفيع الهام
يخط سطورا من جسارته
ويزدهي في صولة الأسد..
أرى الأيام بيَ تجري على عجل
الى الأفق المجهول
وأنا المسافر المضنى
سقط رفاق الدرب إلا قليلُهمُ
كل واحد منا يطاول لحظته
ويقاوي جنون تيار الزمان معلقا
بين خيط للأمل
.....ووثاق عتيّ من الوجل..
بقلمي/ محمد الهادي حفصاوي/ تونس



