الأحد، 11 ديسمبر 2022

ناريمان معتوق تكتب... ضياع وأكث


 ضياع وأكثر/ناريمان معتوق

يتخطونك كأنهم كوكب دريّ
وأنت مجردٌ عالقٌ في الأبدية دونهم
كنت تسعى دائماً للحفاظ عليهم وعلى مشاعرهم
رغم أنك تائه ولا تعرف إلى أين تتجه من دونهم
كنت مجرد تعداد في حياتهم
روحك غادرتهم
وأنت ما زلت على قيد الموت تحيا
كنت تخبئ لهفة بين أضلعك للقائهم
وأنت لست في خارطة أيامهم عمراً
لست سوى بعض رسم وخربشة مجهول
تجاهلوك ليس فقط لأنك كنت تحلم
بل لأن حلمك أكبر من أيامهم
أكبر من سرداب أحلامهم الذي لطالما حدثوك عنه
تجاهلوا فيك الطيبة
وسجلوا في دفاترهم أنك كنت مجرد وهم
وأنت هنا تحمل قلبك الأبيض الكبير
كما ورقة وقلم....
ومقص لذكرياتك المؤلمة التي تؤذيك
لخيط ما زال في جسدك المثخن بالجراح
تنزف بقية أيامهم على أوراق الذكريات
ذات يوم اخترعت لأناملهم ورقة وبعض صمت
ذات يوم نزفت عليها جراحي
نعم كنت أنا التائهة في الأبدية
كنت أنا المدمرة رغم النبض العالق فيّ
كنت أنا العاشقة حتى الرمق الأخير
لكن لم يكن بالقدر الكافي للحب
بل كان ضياعاً وأكثر
شروداً من بعد طوفان
وجحوداً من بعد الشوق الكبير
لم تكن أحلامي سوى سماء صافية
لن تعكرها تلبد الغيوم المفتعلة منك
لم تعبر مسافاتها صخب الأيام وأزيز رصاصك
نعم أنت تغيرت كثيراً....
تبدلت ملامح الصفاء بوجهك
كان حبي لك نهراً صافياً جارياً
لم تدنسه أياديك الملوثة
أخذ معه أحلامي وانتهى
حيث عكرّ الصفاء غدر من كانوا أحبة الأمس
لم تكن وهماً.....
لا بل كنت ضياعاً وأكثر......
(ضياع وأكثر)
ناريمان معتوق/لبنان
11/12/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...