الأحد، 25 ديسمبر 2022

د.حسين أحمد سليم الحاجّ يونس يكتب... التّأمّل والتّمعّن


 التّأمّل والتّمعّن

إعداد وتنسيق: حسين أحمد سليم الحاجّ يونس
أتأمل عميقا في البعد الكوني الآخر، حيث تتجلّى عظمة الله تعالى بعظمة خلقه... هناك حيث أمبراطوريّة الإنسان الكونيّة الكبرى، التي لإجلها كان خلق الكون... هناك عكفت على أن أمارس الابحار خارج نطاق الصّمت الفكري، والسكون الباطني، لأنصت بهدوء وأنا في هجعتي وضجعتي، لسماع حديث سيّالات النّفس، وومضات الرّوح الأثيريّة... حاملا كينونتي العقلانيّة المقلبنة وذاتيّتي القلبية المعقلنة، لحركة فعل التّمعن، والتحليل الفكري للصّمت والسكون التوعوي الهادف إلى تفتق أبعاد الوعي الإنساني، والتّمعن في تقنيّة تحويل ذبذبات الوعي السيّالاتي النفسي والروحي إلى أفكار هادفة...
والتأمل في الذات الانسانية هو حالة مشاعر منبثقة من حزم السيالات الروحية، من خلال تدفق ذبذبات راقية وسامية، لتفسير حالات حزم السيلات النفسية وتفكيك شفرتها الذبذبية، ومعرفة تأثيراتها في الكينونة الإنسانية... من منطلق التأمل في توحيد النفس الإنسانية الداخلية مع الشخصية الانسانية الخارجية... وهنا يلعب التمعن فعل التنسيق بينها بطريقة حياتية واعية...
والتأمل في جوهره الحقيقي يكشف نموذج وعي النفس الإسانية، فيما يحقق التمعن التأملي نموذج الوعي في البنيان الفكري الانساني، حيث التأمل الحقيقي ما هو إلا سبيلا إلى تشييد صرح الانسان الداخلي، الذي يقوم على الإيجابيات والمحبة والأنسنة والأخوة والعقل الواعي والضمير ... وهو ما يؤدي بالإنسان إلى معرفة نفسه وذاته... فبإمكان الانسان السيطرة على حالة دماغه عن طريق التأمل... والتأمل هو طريقة بسيطة وسريعة للحد من الضغط النفسي...
وبإمكان التأمل إزالة الضغط النفسي الذي تعاني منه طوال اليوم، وجلب السلام الداخلي...
فإن التأمل يعد من أهم وأفضل الأمور التي قد يقوم بها الإنسان، إذ يعتبر الترياق للأرواح ويساعد في تغذيتها ويحمي من الإصابة بالأمراض والمشاكل النفسية... والتأمل عبارة عن حالة تعمل على تهدئة واسترخاء العقل من أجل مد الجسم بالراحة والطمأنينة اللازمة، ويمارسها البعض من أجل أهداف دينية أو روحانية... والهدف من التأمل هو تحقيق السلام الداخلي والوعي والنمو الروحي، وذلك من خلال التركيز على عملية التنفس وطريقة استجابة الجسم لذلك، والبيئة المحيطة... ويمكن للتأمل أن يوفر للإنسان الشعور بالهدوء والسلام والتوازن الذي يمكن أن يفيد كلاً من الصحة النفسية والصحة العامة... ويمكن أن يلجأ الانسان إلى هذا الأسلوب للاسترخاء والتغلب على التوتر بإعادة تركيز انتباهه على شيء آخر يبعث على هدوء البال...
فالتأمل قد يكون مفيدًا للإنسان بتعلُّم أساليب الحفاظ على التركيز والسلام الداخلي.
ومن أهم أنواع التأمل ما يعرف باسم الإسترخاء التدريجي ويطلق عليه اسم آخر أيضًا وهو تأمل المسح الجسدي.
هذا النوع من التأمل يهدف إلى التركيز على مسح الجسم من أجل التركيز على مناطق التوتر في الجسم، وذلك للمساعدة في التخلص منه بصورة أفضل.
والتأمل بالكون وما فيه من إبداعٍ وإتقانٍ وجمالٍ؛ كالتأمل في خلق الجبال والأشجار والطبيعة بما فيها من مناظر خلّابة، والتفكّر بجريان الأنهار وتقلّب الليل والنهار وما يصاحب ذلك من تغيّر في أحوال الأرض، حيث يعلم الإنسان بذلك كيف أنّ كلّ ما في الكون يسير وفق نظام دقيق لا يتبدّل ولا يتخلّف.
ويؤثر التأمل على تركيبة الدماغ، وهو بالتالي يساهم في تعزيز ذاكرة الإنسان ورفع القدرة على التركيز، من خلال تحقيق عوامل الاسترخاء والتفكير المتعمق وزيادة القدرة على العودة الى الداخل والتصالح مع الذات والتنّعم بالإسترخاء والطمأنينة.
وقبل البدء بالتأمل الموجه الذي يساعد على النوم، ليقم المرء بالاستلقاء على الظهر أثناء وجوده في السرير، ثم يأخذ نفسًا عميقًا عدة مرات ويغلق عينيه، ويقوم باتباع تعليمات الشخص الذي يقود التأمل.
بالنسبة للتأمل، فإن تواتر الممارسة أهم من مدة كل جلسة، فقد أثبتت محاولات الكثيرين أن التأمل لمدة بين 5 إلى 10 دقائق يوميًا أكثر فائدة من ممارسته لمدة ساعة كاملة، ولكن مرة واحدة في الأسبوع.
إذًا وجدنا أن ممارسة التأمل تعمل على إراحة الجسم والدماغ وبالتالي تقليل مستويات التوتر، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على كفاءة وعمل الجهاز المناعي أيضًا.
إلى جانب ذلك، تساعد ممارسة التأمل في خفض فترة الإصابة بالمرض وبالأخص نزلة البرد والإنفلونزا.
وليس على الفرد الانتظار لأشهر عديدة ليلاحظ فوائد التأمل، لأن جلسة لمدة 20 دقيقة تجعل الانسان أكثر هدوءاً وحيوية، وتشير الدراسات إلى أن مجرد 8 أسابيع من التأمل المستمر يمكن أن تغير المزاج والعادات لسنوات.
ويشمل التأمل محاولة التركيز والاسترخاء، من خلال اتباع طرق وتقنيات مختلفة، كما تساعد اليوغا في تحقيق ذلك.
المرحلة الأولى من التأمل هي العثور على نقطة محورية أو طريقة للتركيز من أجل تحرير النفس من أي مشتتات قد تؤثر على التأمل.
بعض تقنيات التأمل التي من شأنها أن تساعد على التركيز وتحرير العقل من الأفكار المختلفة:
الصوت: القيام بتكرار عبارة واحدة خلال تمرين التأمل من أجل محاولة السيطرة على الدماغ للتركيز فيها.
التخيل: القيام بتخيل صورة لشيء ما مع إبقاء العينين مغلقتين، مثل صورة لزهرة اللوتس أو مراكز الطاقة في الجسم.
النظر والتحديق: من الممكن إبقاء العينين مفتوحتين حين ممارسة التأمل للمرة الأولى، مع محاولة النظر والتحديق بشيء يكون أمام المرء والتركيز عليه فقط.
عملية التنفس: وهي التقنية الأكثر شيوعًا، والتي تشمل التركيز على عملية التنفس وملاحظة تأثيرها على الجسم، كما من الممكن أن تقوم بعد مرات التنفس للحفاظ على تركيز الدماغ.
و من فوائد التأمل..
التعرف على أنماط الدماغ: من خلال ممارسة التأمل باستمرار وانتظام، سيكون من السهل على الانسان التعرف على أنماط الدماغ لديه، والمقصود هنا العادات التي يقوم بها.
مع مرور الوقت سيبدأ بملاحظة الأوقات التي يشت بها دماغه، والأفكار التي تدور به، كما سيكون من الأسهل عليه السيطرة على الدماغ وإعادة تركيزه للتأمل فقط.
التقليل من التوتر: تعتبر هذه الفائدة من أهم الأمور التي تدفع الناس إلى ممارسة التأمل في الأساس.
فالشعور بالتوتر من شأنه أن يرفع مستويات هرمون التوتر بالجسم والمعروف باسم الكورتيزول، والذي يؤثر بدوره بشكل سلبي على العديد من العمليات المختلفة، مثل النوم ومستويات ضغط الدم.
السيطرة على القلق: إن هذه الفائدة مبنية على التي سبقتها، حيث أن تخفيف مشاعر التوتر يساعد في السيطرة على القلق أيضًا.
جدير بالذكر أن التأمل يساعد في خفض مستويات القلق الناتجة عن الحياة اليومية والوظيفة الخاصة بك.
تحسين الصحة النفسية: في حال كان الانسان قد بدأ بممارسة التأمل، سيلاحظ أنه بعد الإنتهاء من كل جلسة يشعر بالرضا عن ذاتك، ومع الإستمرار والإنتظام، تزداد هذه المشاعر الإيجابية.
ويساعد التأمل في خفض مستويات هرمون التوتر، وبالتالي تقل مستويات مادة معينة في الجسم تدعى سيتوكينات ، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية ككل.
فوائد اليوغا المختلفة: بالطبع ممارسة اليوغا تساعدك في الحصول على العديد من الفوائد المختلفة أيضًا، ومنها:
تعزيز الوعي الداخلي والذاتي / زيادة فترة الانتباه والتركيز لدى الانسان / تحمي الذاكرة مع التقدم بالعمر / تحسين النوم / المساعدة في التحكم بالألم والتخفيف منه / خفض المستويات المرتفعة من ضغط الدم.
فإذا كان التوتر يشعر المرء بالقلق والضغط العصبي والاضطراب، فتجربة ممارسة التأمل. وقضاء بضع دقائق في التأمل يمكن أن يساعد على الشعور بالهدوء والسلام الداخلي.
وتجدُر الإشارة إلى أنه يمكن لأي شخص ممارسة التأمل. فهو رياضة ذهنية بسيطة وغير مكلفة. ولا تتطلب ممارسة التأمل أي معدات خاصة.
فيمكن ممارسة التأمل في أي مكان، سواء أثناء المشي خارج المنزل أو ركوب الحافلة أو انتظار موعد في مكان ما أو حتى وسط اجتماع عمل جاد.
فالتأمل من الممارسات القديمة منذ آلاف السنين.
وكان الهدف منها في الأصل هو المساعدة في تعميق فهم قوى الحياة المقدسة والخفية.
وفي هذه الأيام، يُستخدم التأمل عادةً للاسترخاء وتقليل التوتر.
ويعتبر التأمل نوعًا من الطب التكميلي يجمع بين العقل والجسم.
ويمكن للتأمل تهيئة حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة.
وأثناء التأمل، تصفِّي الذهن، وتتخلى عن تدفق الأفكار المشوشة التي قد تشغل العقل وتجعل الانسان يشعر بالتوتر. وقد تؤدي هذه العملية إلى تحسين الصحة الجسدية والعاطفية.
ويمكن للتأمل أن يوفر للمرء الشعور بالهدوء والسلام والتوازن الذي يمكن أن يفيد كلاً من الصحتين النفسية والعامة. ويمكن للمرء أن يلجأ إلى هذا الأسلوب للاسترخاء والتغلب على التوتر بإعادة تركيز انتباهه على شيء آخر يبعث على هدوء البال. فالتأمل قد يكون مفيدًا للمرء بتعلُّم أساليب الحفاظ على التركيز والسلام الداخلي.
وهذه الفوائد لا تنتهي بانتهاء جلسات التأمل. فالتأمل يمكن أن يساعد على التحلي بمزيد من الهدوء طوال اليوم، وفي السيطرة على أعراض حالات طبية معينة.
وعند ممارسة التأمل، فعلى المرء أن يتخلص من المعلومات الزائدة التي تتراكم في ذهنه كل يوم مسببة له التوتر.
وتتضمن الفوائد النفسية والبدنية للتأمل ما يلي:
التعامل مع المواقف العصيبة بمنظور جديد / بناء مهارات التعامل مع التوتر / زيادة الوعي الذاتي / التركيز على الحاضر / تقليل المشاعر السلبية / رفع مستوى التخيل والإبداع / زيادة الصبر والتسامح / خفض معدل ضربات القلب أثناء الراحة / خفض ضغط الدم أثناء الراحة / تحسين جودة النوم / التأمل والمرض...
التأمل قد يكون مفيدًا في حالة الإصابة بحالة مَرَضية، وخصوصًا الحالة التي يمكن أن تتفاقم من التوتر.
في حين أن مجموعة متزايدة من الأبحاث العلمية تدعم الفوائد الصحية للتأمل، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون بأنه من غير الممكن التوصل إلى استنتاجات حول الفوائد المحتملة للتأمل.
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، تقترح بعض الأبحاث أن التأمل قد يساعد الأشخاص على علاج أعراض بعض الحالات المَرَضية، مثل: القلق / الربو / السرطان / الألم المزمن / الاكتئاب / أمراض القلب / ارتفاع ضغط الدم / متلازمة القولون المتهيج / مشكلات النوم / صداع التوتر...
التأمل ليس بديلاً عن طرق العلاج الطبي التقليدية، لكنه قد يكون مفيدًا كوسيلة إضافية لطرق علاجك الأخرى.
والتأمل هو مصطلح شامل للعديد من الطرق المتبعة للوصول إلى حالة من الاسترخاء.
وتوجد أنواع عديدة من أساليب التأمل والاسترخاء التي تنطوي على أساسيات التأمل.
وتتشارك جميعها في الهدف ذاته المتمثل في تحقيق السلام الداخلي.
وتتضمن أساليب التأمل ما يلي:
التأمل الموجَّه. يطلق عليه في بعض الأحيان التخيل أو التصور الموجَّه، وتساعدك طريقة التأمل هذه على تكوين صور ذهنية لأماكن أو مواقف تشعر فيها بالاسترخاء،
حيث تحاول استخدام أكبر قدر ممكن من الحواس، مثل الشم والإبصار والسمع واللمس. وقد تتلقى التوجيه خلال هذه العملية من موجه أو معلم.
تأمل مانترا. تقوم في هذا النوع من التأمل بتكرار كلمة أو فكرة أو عبارة مريحة بصمت لمنع تشتت الأفكار.
التأمل والتركيز الذهني. يقوم هذا النوع من أنواع التأمل على حضور الذهن أو التمتع بوعي متزايد وقبول العيش في اللحظة الحاضرة،
حيث تسعى إلى توسيع مدى الوعي الإدراكي من خلال التأمل والتركيز الذهني، فتركز على ما تشعر به أثناء ممارسة التأمل، مثل تدفق الأنفاك. ويستطيع حينها مراقبة أفكاره ومشاعره. لكن دعها تمر دون الحكم عليها.
نظام تشي كونغ. تجمع هذه الممارسة عمومًا بين تمارين التأمل والاسترخاء والحركة البدنية والتنفس لاستعادة التوازن والحفاظ عليه. نظام تشي كونغ هو جزء من العلاج الصيني التقليدي.
رياضة التاي تشي. هي أحد أشكال الفنون القتالية الصينية الخفيفة. فتقوم خلالها بأداءسلسلة حركات لأوضاع أو تحركات بطريقة بطيئة ورشيقة أثناء التنفس العميق.
التأمل التجاوزي. التأمل التجاوزي هو أسلوب بسيط وطبيعي. وتكرر في هذا النوع شعارًا تحدده لنفسك بشكل صامت، مثل كلمة أو صوت أو عبارة بطريقة خاصة.
وقد يسمح هذا النوع من التأمل للجسد بالاستقرار في حالة من الراحة العميقة والاسترخاء وبأن ينعم العقل بحالة من السلام الداخلي، دون الحاجة إلى استخدام التركيز أو بذل الجهد.
اليوغا. أثناء ممارسة اليوغا، تؤدي مجموعة من الأوضاع وتمارين التحكم في التنفس من أجل الوصول إلى المزيد من المرونة الجسدية وهدوء البال. وأثناء تنقلك ما بين الوضعيات التي تتطلب التوازن والتركيز، ينبغي لك التركيز بدرجة أقل على أشغالك اليومية وزيادة التركيز على اللحظة الحالية.
قد تتضمن أنواع التأمل المختلفة ميزات متباينة لمساعدة الانسان على التأمل. وقد تتباين هذه الميزات بناءً على الإرشادات التي يتبعها المرء أو المعلم المشرف على الصف. ومن أكثر ميزات التأمل شيوعًا:
تركيز الانتباه. تركيز الانتباه هو غالبًا أحد أكثر عناصر التأمل أهمية.
فتركيز انتباهك هو ما يساعدك على تحرير عقلك من المشتتات العديدة التي تسبب التوتر والقلق. فيمكنك تركيز انتباهك على جسم ما أو صورة أو جملة أو حتى على تنفسك.
التنفس باسترخاء. يشمل هذا الأسلوب التنفس العميق بسرعة ثابتة معتمدًا على عضلة الحجاب الحاجز لتوسعة رئتيك. والغرض من هذا الأسلوب إبطاء التنفس واستنشاق مزيد من الأكسجين وتقليل استخدام عضلات الكتفين والرقبة والجزء العلوي من الصدر أثناء التنفس، وبذلك تتنفس بكفاءة أفضل.
الجلوس في مكان هادئ. إذا كنت مبتدئًا، فإن ممارسة التأمل قد تصبح أسهل إذا اخترت بقعة هادئة بعيدًا عن العناصر المشتتة مثل أجهزة التلفزيون أو الراديو أو الهواتف المحمولة.
وكلما زادت مهارات التأمل لديك، صرت قادرًا على القيام بذلك في أي مكان، بحيث يمكنك الاستفادة من التأمل إلى أقصى درجة وخاصة في المواقف التي تسبب مزيدًا من التوتر مثل ازدحام المرور أو اجتماعات العمل المرهقة أو طوابير الانتظار الطويلة في متاجر البقالة.
وضعية مريحة. يمكنك ممارسة التأمل سواء كنت جالسًا أو مستلقيًا أو ماشيًا، أو في غيرها من الأوضاع أو الأنشطة. فقط حاول أن تكون مستريحًا، وبالتالي تستطيع تحقيق الاستفادة القصوى من التأمل. استهدف وضعية جسم جيدة أثناء التأمل.
الانفتاح على الذات. دع الأفكار تمر خلال عقلك دونما إصدار أي حكم عليها.
ولا تدع التفكير في طريقة "صحيحة" للتأمل يضيف عبئًا إلى ضغطك النفسي. وفي حال قررت ممارسة التأمل، فيمكنك الالتحاق بمراكز خاصة بالتأمل أو مجموعات دراسية يقدمها معلمون مدربون. ويمكنك رغم ذلك ممارسة التأمل بسهولة بطريقتك الخاصة. كما يمكنك العثور على تطبيقات تفيدك في ذلك.
من الممكن ممارسة التأمل بصورة منظمة أو غير منظمة كما تريد، وبالصورة التي تناسب نمط حياتك ووضعك. يُدمج بعض الأشخاص التأمل في حياتهم اليومية. فعلى سبيل المثال، قد يمارسون التأمل لمدة ساعة في بداية كل يوم وفي نهايته. لكن كل ما تحتاجه حقًا هو دقائق قليلة من الهدوء لممارسة التأمل.
وفيما يلي بعض طرق ممارسة التأمل بنفسك، متى أردت:
تنفَّس بعمق. هذا الأسلوب جيد للمبتدئين، لأن التنفس وظيفة طبيعية.
ركز انتباهك بالكامل على التنفس. ركّز على الشعور بالاستنشاق والزفير عن طريق الأنف والاستماع إليهما. ثم تنفس بعمق وبطء. وعندما يتحول انتباهك، أعد توجيه انتباهك برفق إلى تنفسك.
تفحص جسدك. عند استخدام هذا الأسلوب، ركّز الانتباه على أجزاء مختلفة من الجسم. كن واعيًا بمختلف أحاسيس الجسم، سواء كان ألمًا أو توترًا أو دفئًا أو استرخاءً.
اجمع بين تفحص الجسم وتمارين التنفس وتخيل حرارة التنفس أو الاسترخاء تدخل مناطق مختلفة من الجسم وتخرج منها.
ردّد شعارًا ما. يمكنك ابتكار شعارك سواء كان دينيًا أم دنيويًا. ومن أمثلة الشعارات الدينية صلاة يسوع في التقاليد المسيحية، أو اسم الله المقدس في اليهودية، أو الرمز أم في الهندوسية والبوذية والديانات الشرقية الأخرى.
المشي والتأمل. الجمع بين المشي والتأمل هو وسيلة فعالة وصحية للاسترخاء. يمكنك اتباع هذا الأسلوب في أي مكان تمشي فيه، مثل المشي في غابة هادئة أو على رصيف المدينة أو في مجمع للتسوق.
عند استخدام هذه الطريقة، أبطئ وتيرة المشي لتتمكن من التركيز على كل حركة من حركات الساقين أو القدمين. ولا تركز على وجهة معينة. بل ركّز على ساقيك وقدميك، مع تكرار كلمات تدل على الحركة في عقلك مثل "الرفع" و"التحرك" و"الوضع" عند رفع قدمك وتحريك ساقك إلى الأمام ووضع قدمك على الأرض. ركز على ما تراه وتسمعه وتشمه من حولك.
الانخراط في الصلاة. الدعاء والصلاة هما أفضل مثال معروف للتأمل وأكثره ممارسة. والأدعية المنطوقة والمكتوبة موجودة في معظم التقاليد الدينية.
ويمكنك الدعاء مستعينًا بكلماتك الخاصة أو بقراءة دعوات كتبها آخرون. تحقق من قسم الرعاية الذاتية لدى متجر الكتب المحلي للعثور على أمثلة. وتحدث مع رجال الدين للاستفسار عن الموارد الممكنة.
القراءة والتدبر. كثير من الناس يقولون بأنهم يستفيدون من قراءة القصائد أو النصوص المقدسة، واستغراق بضع لحظات لتدبر معانيها.
يمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى الدينية أو الكلمات والخطب أو أي موسيقى تساعد على الاسترخاء أو تبعث الإلهام. قد تشعر برغبة في إرسال أفكارك إلى مجلة أو مناقشتها مع صديق أو أحد رجال الدين.
تركيز مشاعر الحب والعطف. في هذا النوع من التأمل، تفكر في الآخرين بمشاعر الحب والرحمة والعطف. ويمكن أن يساعد ذلك في زيادة شعورك بالارتباط بالآخرين.
لا تقنع نفسك بأن تفتقر للقدرة على التأمل بمهارة، لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة التوتر. يحتاج التأمل إلى الممارسة.
ضع في الاعتبار، على سبيل المثال، أن شرود الذهن أثناء التأمل أمر شائع، بصرف النظر طول خبرتك في ممارسة التأمل. إذا كنت تتأمل بهدف تهدئة الذهن ولكن كان انتباهك مشتتًا، فأعد توجيه انتباهك ببطء نحو الأمر الذي كنت تركز عليه أصلًا، سواء كان شيئًا ماديًا حولك أو إحساسًا أو حركةً ما.
يمكنك التجريب، ويحتمل أن تكتشف أنواع التأمل الأكثر فائدة وإمتاعًا بالنسبة لك. عدّل أسلوب التأمل بما يتوافق مع احتياجاتك الحالية. تذكر بأنه لا توجد طرق صحيحة وأخرى خاطئة للتأمل. فالمهم أن يساعدك التأمل على الشعور بالتحسن العام والتخلص من التوتر.
والتأمل يعطي فرصة للإسترخاء والراحة، ويقلل من التوتر الذي يشعر به، كما أن له العديد من الفوائد الصحية المختلفة، لكن ما هي أنواع التأمل، كيف تختار الأفضل لك؟
أنواع التأمل عديدة ومتنوعة، ومن أجل اختيار الأنسب والأفضل لك، من المهم أن تتعرف عليها وعلى الفرق بينها.
وأكثر أنواع التأمل شيوعًا:
التأمل الحب واللطف: والهدف من هذا النوع من التأمل هو زيادة الحب والتأمل تجاه كل شيء من حولك بما في ذلك الأشخاص، إلى جانب مصادر التوتر.
خلال عملية التنفس العميقة أثناء ممارسة هذا النوع من التأمل، يطلب المرشد فتح عقل المتدرب من أجل استقبال الحب، من ثم العمل على أرسال هذا الحب واللطف إلى الآخرين.
المفتاح في تحقيق هذا يكمن في تكرار الرسائل حتى يشعر المتدرب بالحب حقًا، وهذا يعني أن هذا النوع من اليوغا مفيد للأشخاص:
الغاضبين / المحبطين / الذين يشعرون بالاستياء / الذين يعانون من نزاعات.
ومن أهم أنواع التأمل ما يعرف باسم المسح الجسدي.
هذا النوع من التأمل يهدف إلى التركيز على مسح الجسم من أجل التركيز على مناطق التوتر في الجسم، وذلك للمساعدة في التخلص منه بصورة أفضل.
خلال تمارين الإسترخاء التدريجي، يقوم المدرب بالبدء من القدمين أولًا، ثم ينتقل إلى جميع أعضاء وأجزاء الجسم.
يساعد الإسترخاء التدريجي في تحسين الشعور بشكل عام، ومد المتدرب الهدوء والراحة، كما يعمل على التقليل من الألم المزمن في العضلات عن طريق التركيز عليها.
اليقظة الذهنية: اليقظة الذهنية من أكثر أنواع التأمل شيوعًا، والتي تقوم بالتركيز على الحاضر واللحظة الحالية، في محاولة الإبتعاد عن الأفكار المرتبطة بالماضي أو المستقبل.
من الأمور التي تميز هذا النوع من التأمل، هو القدرة على ممارسته في أي وقت ومكان، سواء وأنت بانتظار دورك بين الناس، أو عالق بأزمة سير في السيارة.
التركيز على عملية التنفس هو السر في نجاح ممارسة اليقظة الذهنية، والبعض يقوم بعد مرات التنفس حتى يتمكن من التركيز في ذلك فقط.
ولليقظة الذهنية العديد من الفوائد المختلفة، أهمها:
التقليل من المشاعر السلبية / تحسين القدرة على التركيز / تحسين الذاكرة وتقويتها / زيادة الرضا عن العلاقات الاجتماعية / خفض ضغط الدم.
تأمل زن: هذا النوع من أنواع التأمل يعرف باسم تأمل زن ، وهو جزء من ممارسة البوذيين، وهو يحتاج إلى ممارس لقيادة التمرين.
الهدف من ممارسة تأمل زن هو إيجاد الوضعية المناسبة في الجلوس، والتركيز على عملية التنفس والعمل على ملاحظة الأفكار دون أي أحكام.
يشبه هذا النوع من التأمل اليقظة الذهنية بشكل كبير، إلا أنه يتطلب الكثير من التدريب والانضباط والتهذيب.
يوغا الكونداليني: هو النوع الشنط من التأمل، والذي يعمل على مزج حركات الجسم مع التنفس العميق والتغني.
عادة ما يتم ممارسة يوغا الكونداليني بوجود مدرب أو في حصة في مركز لليوغا، ومن الممكن تعلم حركاتها منزليًا.
تساعد ممارسة هذا النوع من التأمل في تقوية القدرة الجسدية وتقليل الألم، بالإضافة إلى خفض مستويات القلق والاكتئاب.
ولتحقيق تأمل أفضل...
استمتع باللحظة ولا تفكر بالنتائج، مع مرور الوقت ستلاحظ النتائج بنفسك
أنت بحاجة لبعض الوقت حتى تتمكن من النجاح في ممارسة التأمل، فلا تيأس
التركيز على البقاء في الحاضر صعب للغاية، لكن حاول إيجاد الوسيلة الأفضل التي تساعدك بذلك
لا يجب عليك التقطيع بممارسة اليوغا أو التأمل، فالإنتظام هو السر في تحقيق النتائج وفوائد الأفضل.
وفي شريعة الإسلام عدداً من العبادات، وجعل تلك العبادات كثيرةً ومتنوعةً، فليست كلّها عبادات بدنيّة فعليّة أو قوليّة ظاهرة، فمنها ما هي عبادة قلبيّة باطنة، والمُراد من ذلك التنوّع أن يظلّ الإنسان في شوقٍ ورغبةٍ للتعبّد لله عزّ وجلّ، فلا يملّ من العبادة إذا كانت على نسَقٍ ونوعٍ واحدٍ. ومن تلك العبادات ما يسمّى بالعبادة الصامتة، وهي عبادة التفكّر والتأمل في خلق الله عزّ وجلّ، وعظمته وقدرته، وهي عبادة قلبيّة، تحدث في باطن الإنسان ولا تظهر على أفعاله أو أقواله، فلا يستخدم بها لسانه ولا يده ولا جوارحه، وفي القرآن الكريم آيات يمتدح الله -عزّ وجلّ- بها من أحيا عبادة التأمل في قلبه وتفكّر في آيات الله، حيث قال الله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
ويُقصد بالتفكّر في الاصطلاح الشرعيّ: إعمال العقل وإطلاقه في التأمل بآيات الله في الكون والشرع، ويكون ذلك بالتدبّر والملاحظة لدقّة وجمال وعظمة سنن الله -عزّ وجلّ- في الكون، والتماس العبرة والعِظة من ذلك.
ولأجل ذلك دعا الله -تعالى- الكافرين في القرآن الكريم للتفكّر فيما حولهم من أسرار الكون لعلهم يتّعظون ويعودون عن الشرك بالله، فقال: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)، مجالات عبادة التأمل يُمكن للإنسان أن يتأمل في كثيرٍ من المجالات ليحصل على منافع عبادة التأمل، وبيان بعضها فيما يأتي:
التأمل بالكون وما فيه من إبداعٍ وإتقانٍ وجمالٍ؛ كالتأمل في خلق الجبال والأشجار والطبيعة بما فيها من مناظر خلّابة، والتفكّر بجريان الأنهار وتقلّب الليل والنهار وما يصاحب ذلك من تغيّر في أحوال الأرض، حيث يعلم الإنسان بذلك كيف أنّ كلّ ما في الكون يسير وفق نظام دقيق لا يتبدّل ولا يتخلّف.
التأمل في آيات القرآن وما فيها من دقّة في التشريع، وفصاحة في اللغة، وأسلوب عظيم في إيصال قضايا التوحيد والأخلاق وغيرها.
التأمل في خلق الله -تعالى- للإنسان، وما فيه من آيات، حيث إن الله -تعالى- خلق الإنسان بأحسن صورةٍ، فتتكاملت أعضاؤه وانسجمت بحيث تؤدّي كلاً منها وظيفتها بدرجةٍ عاليةٍ من الدقة والإتقان.
التأمل في طبائع البشر كيف أنّ الله -عزّ وجلّ- جبلهم على أمورٍ عديدةٍ؛ منها:
حبّ المال والشهرة والرئاسة وحب الخلود والحرص على التملّك وعمارة الأرض.
التأمل في الكائنات الحيّة بأشكالها وأنواعها وأساليب حياتها حيث إنّ الله -تعالى- هيأ لها الأحوال والظروف المناسبة لتعيش حياتها الخاصة.
التفكّر في الدنيا وسرعة فنائها، وما فيها من أكدار وصعوبات ومشاق وابتلاءات، فمن افتُتن بها وجرى خلفها لم يجد فيها إلّا الخسران والمهانة.
التفكّر فيما أخبر الله -تعالى- من قصص الأمم السابقة، كيف أنّهم اغترّوا بأنفسهم واستكبروا عن عبادة الله عزّ وجلّ، فأهلكهم الله وأبادهم، ولم يُبق منهم إلّا آثارهم حتى يعتبر الناس بها.
ثمرات التأمّل في خلق الله إنّ للتأمّل في خلق الله -عزّ وجلّ- ثمراتٍ عظيمةٍ تعود على الإنسان بالنفع، بيان بعضها فيما يأتي:
التأمّل في خلق الله يُورث الحكمة للإنسان، ويزرع في قلبه خشية الله وتعظيمه، ويحيي في قلبه معانٍ عظيمةٍ، كما يُعين صاحبه على معرفة عيوبه وميّزاته.
التأمّل يزيد من إيمان الإنسان، ويقوّي في قلبه معنى التوحيد والتسليم لله تعالى، وذلك لِما يرى من عظمته وقدرته على الخلق والتدبير.
التأمّل يفتح للإنسان أبواب العلم والمعرفة، فبالتفكّر يكتسب الإنسان علوم ومعارف جديدة تنفعه في أمور حياته. التأمّل نوع من أنواع العبادة التي تؤدّي وتُوصل إلى الخشوع والخضوع لله تعالى...
التأمّل صفة من صفات العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء والفنانين والمبدعين والمبتكرين والمخترعين والمكتشفين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...