# حَقّ الْحَيَاة
بِقَلَم دُكْتُور هَانِئ البُوصِي
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
أَمَّا بَعْدُ
كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ (هل أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
وَجَعَل سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ النِّعَمِ الَّتِي امْتَنَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَلَى الْإِنْسَانِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَعْرِضِ الِامْتِنَانِ فِي سُورَةِ النِّعَم وَهَى سُورَةِ الرَّحْمَنِ (الرحمن عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلْقٌ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ البيان)
فَخَلَق الْإِنْسَان نِعْمَةٌ مِنْ النِّعَمِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهَا بِإِفْرَادِه وَحْدَه بِالْعِبَادَة وَعَدَم الشِّرْكِ بِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ كَيْفَ (تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
فالحياه نِعْمَة يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهَا كَمَا يَجِبُ أَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا فَلَا يَعْتَدِيَ عَلَى نَفْسِهِ وَلَا يَعْتَدِيَ عَلَى غَيْرِهِ فَإِنْ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَهَى عَنْ قَتْلِ النَّفْسِ وَقَتْل الْغَيْر وَتَوَعَّدَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ تعالى( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )وقال تَعَالَى ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ )
وَلَا فَرْقَ فِي مَنْ قتَلَ بِغَيْرِ حَقٍّ بَيْنَ مُسْلِمٍ وَغَيْرهُ فَقَاتَل النَّفْس مُتَوَعّد فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَوَاءٌ كَانَتْ النَّفْسُ مُؤْمِنَةٌ أَوْ غَيْرَ مُؤْمِنَةٌ قَالَ تَعَالَى (ومن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعْدَلُه عَذَابًا عَظِيمًا )
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْعِصْمَةَ مِنْ الزَّيْغِ وَالزَّلَلِ وَنَجَاةٌ مِنْ سُوءِ الْعَمَل وَصَلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه محبكم دكتور هاني البوصي
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق