يبكي الزمان ُ على مصائب ِأحمد ٍ
يا دهر ُ صبراً فالزمان ُ عجيب ُ
يا دهرُ عفوك َ قد نكأت جوارحي
كيف الجراحُ على الهمومِ تطيب ُ
يا دهر ُ مهلاً والحياة ُ مصائب ٌ
إنَّ الحياة َعلى الأذى تعذيب ُ
لا يغمض ُ الجفن ُ الملوثُ طرفَهُ
وهموم ُ حزنٍ في الصدور ِ رهيب ُ
والشمس ً غابت في مراحل ِعِزّها
والبدر ُ يمحي نوره ويغيب ُ
قُتل َ الحسينُ على الرمال ِ مضرجاً
ذكراه جمر ٌ في القلوبِ لهيب ُ
يا أمة ً ذُبح َ الحسينُ بحقد ِها
ومقطعٌ يومَ الوغى وسليب ُ
حتى فجعتم بقتله أهل الكسا
ظلم ٌ وصبر ٌ دمعة ٌ ونحيب ُ
ياقلب ُ عفواً في شجاك نوائب ٌ
والعينُ جرحى عبرة ٌ وسكيب ُ
مالي أرى الأحباب َ مجّدها الردى
والمجد ُ يعلو تارة ً ويهيب ُ
هذا الحسين ُ وأبن بنت محمدٍ
نور الهداية كوثرٌ وحبيب ُ
لا يهتدي قومٌ توارى عزهم ُ
عار ٌ توالى سرقة ٌ ونهيب ُ
غضبٌ على تاريخِهم فتبعثرت
أحلامُهم بين الورى تأنيب ُ
سلبوا الحسين َ وقطعوا أوصَاله
والنار تغدو بيرقاً وشهيب ُ
نجمٌ أضاء بنوره فتألقت
دارُ الكرامة ِ ملتقاه رحيب ُ
سيوف عهرٍ قد تجمع شملها
من كلِ حدب ٍ دورها تخريب ُ
يابن الهواشم ِ من قريشًٍ أنجبت
أسودُ غاب ٍ في النداءِ تجيب ُ
الشهم ُ فيكم ُ يشرأب ُ كرامةً
والطفلُ فيكم ُ ضيغمٌ وأديب ُ
يا حاملاً نور َ الهداية ِ والتقى
فأنت على مر ِ الزمان رهيب ُ
فجرت َنو راً يستحيل ُ لمامه ُ
نصل ُ السهام ِ مهشم ٌ وخضيب ُ
وركبتَ ظهر الصافنات ِ بعزة ٍ
كمْ كان درب ُ الصالحات ِ عصيب ُ
وقضيت َ عمرك َ في الحياة ِ مجاهداً
وسلوكُ دربِك َ في الجهاد ِ مصيبُ
وختمتَ جرحك َ في رحاب ِمحمدٍ
وصليل ُ سيفِك في الوغى تأديب ُ
يا أبن الهواشم ِ قد تقدس وحيكم
للعارفين مساجد ْ وطبيب ُ