سنا الإشراق لدى المرغب أضاء الهودج في الموكب
لسلمى بصرته قبل اللقا كأنه يقدم من كوكب
هما دري لأن يسعد بفيض جنى الأمل الطيب
تضوع مسك من مبسمها فحرب زالت في تغلب
و ريحها أسكر هيجا قتال و أرسل همسا في المغرب
و فرح الطير هنالك غنى ببارق صفو هدى مذهب
وعم الزرع ربوع فلاة و حسن ربيع ذرى يثرب
سكوب ماءك نهر النيل ترقرق دهرا لم ينضب
سألقى الأسد بساح حياة ومن باراني في الملعب
ومن عاداني أذيقه ويلا لمجدي نسبت ولم تنسب
صرعت الضمضم بعد قتال عنيف دار ومن منشب
أظافر كيد بجسد صلب ثم حملته في المركب
ثم عبرتك موج النيل طويت مياهك بالمكسب
و عيني تدمع بعد فراق وحال جواد قرى معطب
كحالي تماما أنيس حياة رقيق القلب على الأغلب
لقيت اليوم أبي الطيب و عنتر يبدو في المنصب
و سيف الدولة في هندام و زخرف عيش من أنسب
طراز يبدو و حاد يحدو لا من موت من مهرب
رأيته يحدو فجئته أعدو بقلب يحنو له متعب
نهبت الأرض طويت قفارا و غيري فيها لم ينهب
ورحت أباري و حش الغاب نجحت و أبدا لم أرسب
سلمى تعالي فلست بسال عن أشواقي بالمعرب
و مثلي من قد قال الشعر حيث فيه كما المسهب
أطيل ولكن دون الملل كجذوة شوق فتى ملهب
شعري عفيف وجدي رهيف طعامي رغيف لم يذهب
بنات الفكر و حد الشكر رقيق كشحي لم يعطب
و في الهيجاء يطول نزالي صدام الخيل وغى الأقرب
بيننا نسب يضمنا عصب و فيها نلدغ كالعقرب
جيوش الكر و سطو المر لمثل أبينا من منجب
لا لا يوجد عند العرب إذا كنت تحلم لم تطلب
كمثل جباه لا لم تخضع شاء الله فلم تغلب
نهر النيل أعيد القول تفجر ماءك من أعذب
فيض مياه ومن كوثر بغير رقيقها لم ألعب
و نلتها بعد رضا و أناة عناء يبدو في شاحب
وجه زاره وجل العيش فهل لثراهم من مخصب
وطني سواه حب حصاد و عذب النيل المتشعب
جداول منه روت بيداء و روح الجاد المتصبب
جبينه عرقا كيانه أرقا و حلم الروض المتخضب
أضحى حقيقة أمل كان خيال مراد مستصعب
ونلت بأملي ربيع حياة و عني ولت مصائبي
إذا ما الهيجا تطل علي وظل الأسد مع الثعلب
رغم الشيب وضعف البدن فإني الشاب الوله الصبي
كمثل الحسن بكأس حياة و سكر شهد و مذوب
وعطر الزهر إذا ما فاح تمني العليا من راغب
لقيت الويل بهذي الدنيا بيد كرامتي لم تسلب
من يشتاق زيارة بيت إله الكون يتطيب
من يعتاد مخاطر دهر متون الموت كذا يركب إذا أشرقت كمثل البدر و شمس حياتك لم تغرب
ولو ما تجاور طير الأيك فلا بد أنك من تطرب
ولو كنت ترجو يوم الفوز فقم بدورك و ترقب
كمثل كحيل الطرف تكون وشدو جميل سنا مطرب
لا بالتواكل تبلغ أملك بل بالتوكل يا صاحبي
ففي الصداقة كنز يبقى كنز المودة لم ينضب
إن كنت ترجو بلوغ مراد فقم بأناس و لتخطب