الاثنين، 18 أغسطس 2025

سالم حسن غنيم يكتب .... حي المهاجرين


 حي المهاجرين

في زقاق ضيّق من أزقة حيّ المهاجرين،
-من أحياء العاصمه الاردنيه- عمان القديمه كان صدى ضحكات الأطفال يعلو فوق أصوات الباعة وخرير مياه السيل. ثلاثة أطفال اجتمعوا هناك، كل واحد منهم يحمل ملامح بيئته، لكنهم جميعًا أبناء المكان.
خالد طفل فلسطيني جاء مع عائلته بعد النكبة،
يحمل في جيبه حجرًا صغيرًا من بقايا بيته في اللد.
سالم طفل أردني، ابن الحيّ، مفعم بالحيوية والجرأة، يركض في الأزقة كأنه يعرف كل حجر فيها.
ينال طفل شركسي، من نسل الذين حملوا جراح الغربة، لكنه وجد في عمان وطنًا بديلًا، وفي أصدقائه إخوة حقيقيين.
اقتربوا من مياه سيل المهاجرين المتدفقة، فراحوا يتقاذفون الماء ويلعبون. فجأة، انزلقت قدم سالم ، وجرفته المياه. هرع ينال لإنقاذه، فأمسك به لكن التيار شدّه معه. لم يتركهما خالد ، اندفع بكل قوته، وتمسك بهما معًا، حتى خرجوا جميعًا إلى الضفة الأخرى، مبللين بالماء، لكن قلوبهم مشتعلة بالفرح.
جلسوا يلهثون ويضحكون، لم يفكر أحد منهم بأنه أنقذ الآخر،
بل شعروا جميعًا أنهم أنقذوا أنفسهم.
كان ذلك الموقف الصغير مرآة لروح الحي: روحٌ واحدة منسوجة من خيوط متباينة، لكنها متينة، لا تنفصم.
في حيّ المهاجرين لم تكن البيوت وحدها تتجاور،
بل القلوب أيضًا.
وهناك، بين مياه السيل وحكايات الأطفال، كتبت الحياة درسها الأجمل:
أن الوطن الحقيقي ليس أرضًا فحسب، بل هو الأخوّة التي تحميك حين توشك أن تغرق.
سالم حسن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...