نماذج مُشرفة للوفاء وحفظ الجميل .
من الأخلاق العظيمة التي دعا إليها الإسلام خُلق الوفاء وحفظ الجميل لمن أحسن إلينا ، وهذا الخُلق لا يتصف به إلا الأتقياء ، فالتقي هو من يضع الأمور في وضعها الطبيعي ولا يجحد أفضال الناس عليه بل يُقر بها لأصحابها ويَردُ على المعروف بمعروف مثله ، فهذا الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- يقول: "ما صليتُ منذ مات شيخي حماد، إلا استغفرتُ له مع والدي، وإني لأَستغفر لمَن تعلَّمتُ منه علمًا أو علَّمته علمًا!".
وهذا أبو يوسف -رحمه الله- أحد تلاميذ أبي حنيفة يقول: " إني لأدعو لأبي حنيفة قبْل أَبويّ!".
وهذا الإمام أحمد -رحمه الله-: تلميذ الإمام الشافعي يقول : " ما بِتُّ منذ ثلاثين سنةً إلا وأنا أدعو للشافعي وأستغفر له! ".
وأجاد وأفاد الإمام الشافعي -رحمه الله- حيث قال: " الحر مَن راعى وداد لحظة، وانتمى لمَن أفاده لفظة" .
هؤلاء العلماء العِظام الذين فهموا الدين فهماً صحيحاً وطبقوه تطبيقاً عملياً ، فكان الجزاء من الله من جنس العمل ، فشاع علمهم بين الناس وحفظه الناس في الصدور وفي الكتب جيل بعد جيل .
اللهم انفعنا بنور القرآن والسنة وجازي من أحسن إلينا بمعروف الفردوس الأعلى من الجنة.
بقلم . د . عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق