قصيدة / جُهَيْنَةُ وأَمِيْرُ الجِنِ
بقلمي / أشرف محمد السيد
........*........*........*........
خَلْفَ الجِدَارِ مَدِيْنَةٌ لِلجِنِ تُعْرَفُ بِالوَقَار*
فِيْهَا أمِيْرٌ فَارِسٌ لَيْثٌ ويُدْعَي زِنْجِبَار *
عَرْشٌ وتَاجٌ لَونُهَا زَاهٍ يَمِيْلُ إلى الخَضَار *
تَأتِي التِلَالَ طُيُورُهَا لِلقَشِ تَأخُذُ والثِمَار *
قَامَ الأمِيْرُ بِرِحْلَةٍ بَيْنَ المَدَائِنِ والبِحَار *
يَمْتَدُ حِيْنَاً كَي يَرَي إنْسِيَةً بَيْنَ القِفَار *
فِى ذَاتِ يَومٍ بَيْنَما قَامَ بِخَرْقٍ وانْكِسَار *
كَانَتْ جُهَيْنَةُ تَرْتَدي تَاجَاً يُبَشِرُ بِالدَمَار*
عَيْنَاهَا سُودٌ إنمَا الوَجةُ بَدْرٌ واِسْتَدَار *
قَامَ الأمِيْرُ بِحِيْلَةٍ شَيْخٌ ويَبْدَأُ بِالحِوار *
قَالَ رُوَيْدَكِ إنَني فَذٌ حَكِيْمٌ وإسْتَشَار *
مَاذا تُرِيدُ أمِيْرَتي قُولي بِحَزْمٍ واِخْتِصَار *
قَالَتْ حَسِبْتُكَ تَائِهَاً أو حَائِرَاً يَشْكُو الدُوار *
إني أظُنُكَ سَيْداً فَالعَقْلُ واعٍ واِسْتَنَار *
فَاضَ الفُؤادُ بِعِشْقِهَا بينْ الصَبِيْحَةِ والنَهَار *
اِنْسِيَةً كَيْفَ السَبِيْلُ ودَاخِلي جَمْرٌ ونَار *
كَيْفَ لِطِيْنٍ أن يُجِيْبَ مَطَالِبي دُونَ اِعْتِذَار *
جَاءَتْ إلَيَّ رِسَالَةٌ يَا سَيدي حَانَ الفِرَار *
اِصْمُتْ فَإني مُغْرَمٌ اَرْجُو التَرَيُثَ بِالقَرَار *
قَالَتْ رُوَيْدَكَ مَا تُرِيْدُ أجَبْتُهَا جِنٌ يَغَار *
إني أمِيْرٌ هَائِمٌ بَاتَ بِذُلٍ واِنْكِسَار *
هَاذِي الحُشُودُ بِطَانَتي تَاقَتْ لِغَزْوٍ واِنْتِصَار *
عَادَتْ إلَيَّ بِنَظْرَةٍ سَهْمٌ كَقَصْفٍ بِالمَدَار *
اِذْهَبْ فَإنَكَ وَاهِمٌ فَكِرْ بِرُشْدٍ كَالكِبَار *
اَمْ مَا تُرِيْدُ تَقَاتُلاً اِنْظُرْ لِعَيْنٍ واحْمِرار*
اِذْهَبْ وفَكِرْ سَيْدِي وانْكَحْ أُلُوفَاً بِالجِوَار *
اَمْ مَا تُرِيْدُ سَعَادَتي رَبٌ يُجِيْرُ ولا يُجَار *
شَوْبٌ يَعُودُ بِرِحْلَتِي حُزْنٌ وهَمٌ واحْتِضَار *
جَاءَ المَسَاءُ مُبَاغِتَاً لَيْلٌ مَشُوبٌ بِالصَفَار*
فَوقَ الفِرَاشِ نَظَرْتُهَا بَيْنَ السَحَائِبِ والغُبَار *
رَاحَتْ تَذُوقُ مَشَاعِري عِشْقٌ ومَوجٌ وافْتِخَار *
البَابُ يُطْرَّقُ قُمْ مَعي عَمٌ بَغِبْضٌ صَاحَ ثَار *
بِنْتي تَرَوْمُ لِغَيْرِهَا ؟ ذَاكَ جُنُونٌ وانْتِخَار *
اِرْجَعْ لِعَقْلِكَ إنني اَخْشَي حُرُوبَاً وانْفِجَار *
عَقْلٌ يَطِيْشُ ونَزْوَةٌ فِيْهَا التَغَابُنُ والدَمَار *
صَبْرٌ جَمِيْلٌ إنني يَاعَمُ اَعْجَبَني الفُخَار *
مَا عَادَ قَلْبي مُغْرَمٌ بالطِيْنِ أو ذَاكَ الغُبَار *
كَيْفَ الصَنِيْعُ بِغَايَتي مَوتٌ وبَعْدُ المَوتِ عَار *
اِجْمَعْ شَتَاتَكَ واعْتَزِمْ تَرْكٌ وهَجْرٌ لِلدِيَار *
اِذْهَبْ كَبَرْقٍ خَاطِفٍ ذَاكَ مَصِيْرٌ واخْتِيَار *
اِطْلُبْ جُهَيْنَةَ عَلَّهَا تُصْغِي لِقَلبٍ واسْتَزَار *
قَالَتْ جُهَيْنَةُ مَرْحَبَاً شَيْخٌ أمِيْرٌ لِلصِغَار *
يَكْفِيْني أنكَ عَاشِقٌ صَاغَ القَصِيْدَةَ بِاقْتِدَار *
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق