ديوان ( خاطرة ما )
أين أبوكم ؟
بكاء الصمت يرد .
كان مات ؟
قالوا ترك لنا فقط جسده
المؤقت هذا وأوصى برفق
دفنه كما تركه هكذا دون
زيادة أو نقصان
دخلت غرفته مسرعا
لألقي النظرة الأخيرة
ولم أجد فيه حيا سوى
الإبتسامة التى كان يدافع
بها عن فرحه إذا فى يوم
هاجمته الأحزان
جلست بهدوء قربه أنظره
كان رائع أكثر وبهي الطلة
هل جملته أنوار الأبدية
البيضاء أو أنه أبشر
بالجنة فتجمل
بحسن المبشرين
وفاق جماله ماعاهدناه
فهذا غير الذى كان
سألته لم يرد ؟
وددت لو يرد خاطرتي
تروقني ماذا ترى هنالك
الآن . ؟ قل لي . ماذا ؟
ولو بهمس ملامح آخر
تغير أراه من خلال سلامة
وشفافية وأريحية السلام
فى هذا الجثمان
حاولت ألمس يده برفق
أكاد أحسه فهل يحسني
كان يحب حضوري فيه
يصافحني يقبلني يكلمني
يعلمني ينصحني يودعني
بعناق المشتاق والأشواق
لأنه كان كريم الإنسان
لكنني الآن واهم جدا
فماذا أنا ؟ له الآن
مؤكدا لاشئ . أو شئ
مثل حبة السمسم فى
كتاب عمر دنياه وأثناء
اللاوقت رأيت خيال
الموت يشير يكفى
هذا أنصرف عنه ؟
فأطلت هنا هباء
قلت دعني قليلا أنظره
لوح لي بعصا الصولجان
فى الصباح ؟
رأيته راحلا يهرول جدا
فى موكب عروس موته
أحسه مشغولا كعادته
وجاد ومستعد كعادته
وبكله لينتمي لجنازته
بحلية وثيابه وسندسه
وحرير ديباجه الأخير
وصلاة مشيعيه وصندوق
أعماله يحمله الفرسان
وعند القبر لقنوه وقالوا
ادعوا له بالرحمةوالمغفرة
ومن منكم يدعوا له بقلب
سيجد فى يومه اللاحق
من يدعوا له بالمثل
بالرحمة والغفران
عدت من وهني
على راحلي واهنا
أرى الدنيا واهنة
ولاقيمة لها أبدا
وإن تقيم بوهنها هذا ؟
فهذا هو الخسران
الدنيا لاتساوى
جناح بعوضة إذن
ياأحياء فرصتكم
أقرأوا فاتحة الكتاب
لموتاكم وترحموا
كثيرا على موتاكم
وفوزوا مثل موتاكم
وفوزوكم الأكبر يكون
يوم تختمون لكم
ولهم القرآن ؟
الشاعر / حمدي عبدالعليم
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق