ومازال نغم الحوار يشدو ، لقد اتفقتا الكنبة الخشبية والجالسة عليها أن كلاهما سيعزفان سويا لحنا على اوتار المشاعر وناى القلوب كلا بلغته ، فتعالوا معا نرى وننصت إلى حوارهما الغنائي ، وعزفهما معا سيمفونيه موسيقية تصدح في سماء هذا الفراغ المكانى بسكونه السرمدى اللامتناهي .
الجالسة على الكنبة ....
قولي لي حدثيني ، هل اثاقلت عليك صديقتي وانهكك جسدي المتعب المرهق بعض الشئ ، هل لازلت ارهقك باعصار خواطري وروحي الشاردة المحلقة الطائرة .
الكنبة الخشبية ....
لا لا ، فكيف لي أن اتذمر بمجرد أن تتكئ على حافة مسندي وتستريحي قليلا ، فانت في حنايا القلب والروح ، لكن مالى أرى وارقب في عيناك نظرة محرضة ملحة على الاشتباك والإمساك بتلابيب بذلة الغوص في أعماق نهر من الكلمات والمعاني المحيرة المقلقة أحيانا ، والمتساءلة أحيانا أخرى ، فما الذي ألم بك سيدتي المحلقة .
الجالسة على الكنبة....
انه الاستفسار والسؤال الفلسفى الابدى المحير دوما لبني الإنسان ، منقوصة هى الفرحة !! تشرق أحيانا وفي ثنايا شروقها تتلألأ وتتلألأ كنور وهاج ، ثم ماتلبث أن تغرب وتغيب بعيدا بعيدا !! ، تلهث وتهرول خلفها ، بل تتوسل لها أن تمكث وتبقى لو بعض وقت من الزمن ولكن هيهات هيهات ، فقولي لي هل هى سمة الحياة ؟ ام سمة نفوس لطالما لم تع ما منحه الله إياها ، تشعر أبداً أن الفرحة منقوصة !! أم ماذا !!؟ هلا افرغي ما فى جعبتك صديقتي أخبريني افيديني ، ام عائمة أنت أيضا في أعماق نهر الكلمات ومعانيها المحيرة ؟
الكنبة الخشبية....
سيدتي وهل هناك فرحة كاملة مكتملة !! ، إنه ناموس الكون ، يهبك الخالق فرحة تسعدي بها ، فيعزف قلبك لحنا بصوت ناى عذب ، يرقص جسدك طربا ، تتنفس روحك عطر الياسمين ونسمة هواء في ليل صيفى ، تشدو وتغرد كعصفور في سماء الكون ، تصاب بحالة من النسيان المتعمد ، تخبئها في سويداء قلبك ، تعتاد عليها .ثم تغفو عيناك وتسند رأسك برفق على وسادة الفرحة الحانية ، راجيا من الله العلى القدير أن يمنحك المزيد والمزيد ، فيالها من صورة فنية بديعة تفوح عطرا في المكان .ثم بغتة تصحو وتفيق على اللاشيء !! ، حقا اللاشئ !! سوي ومضات من نور مخزون في خبايا عقلك ومكنون قلبك وروحك ،" تحن إليه من وقت لآخر "، وواقع آخر مغاير تدرك من خلال أحداثه الجسام بنعم ما كنت عليه ، حتى وإن كانت فرحة منقوصة . إلا أن القدر قد يخبئ في جعبته أفراح أخرى آتية .
الجالسة على الكنبة .....
نحمد الله كثيرا ، بل نطمع ونطمح في كرمه وعطاياه ونفحاته اللانهائية ، أن يهبنا ويمنحنا نور البصيرة ، لندرك نحن بني الإنسان ان الفرحة ليست منقوصة ، بل هى فرحة كاملة مكتملة في معناها الحقيقي ومغزاها العميق . فهلا تأتي إلينا على عجل ؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق