حديث مع القلم
اليوم ياقلمي تفجر
وأعصف بريحك ودمر
و توعد وأزأر وزمجر
وأهدم حدود الزيف واكسر
وقل للعرب وذكر
فإني لوضعهم منكر
فبلاد العرب مهانة
وبالذل قد صارت تفخر
وشعوب العرب مشتتة
مابين قتيل وسجين ومهجر
ومكمم الأفواه وبالخوف متدثر
الطاووس رائحته نتنة
لكن نراه يتبختر
آه يأخوتي آه
من هول المنظر
النار بصدري تكويني
والعقل يكاد يتفجر
رضينا بالهم ولم يرضى
و دروب بوجوهنا تتسكر
نعيش في الماضي
وفي الحاضر ابدا لا نفكر
وللغد نسير بلا هدي
في ظلام مخيم فلا نبصر
اليوم ياقلمي تمرد
و هدد وارعد وازبد
وطف ببلاد الاعراب
واندب الأحوال وندد
وكن خناس وابكيهم
وقض مضاجعهم والمرقد
و اكتب على وجوههم فلسطين
واسماء ليلى والأطناب ردد
وذكرهم بصبرا وشاتيلا
وقانا والدرة وعدد
و لا تنسى غزة والأقصى
وأحيي الأحزان وجدد
فإما صحو وحياة
وإما لحود هي المرقد
يا قلمي انت لك قضية
فلا تهتم للقمم العربية
فهي قمم فارغة
مباعة اغلبها ومشرية
واقصد بحروف ياقلمي
من يحمل بالقلب قضية
و توجه بحديثك
لمن يفزع لصراخ العربية
ياقلمي أكتب بدمي
وأنكأ الجراح لكل عربي
واصمد بوجه العواصف
ولا تنحني
وإن جف الدم
فبماء العيون ارتوي
وحيث اتجهت اغضب وثر
وإذا خالطك الوسواس
فالعنه و سر
يا قلمي قل لهم لن يفيد النواح
على هتك الستر، وسبي الملاح
واذن في ساحتهم كل صباح
وقل:حي على الفلاح
وإن لم يسمعوا الأذان استمر
ويكفيك مجاملة
ويكفيك التغزل والمجون
فإنما الدين المعاملة
والأولى بالمعروف الأقربون
وإزالة الأذى
ومسح الدمع من العيون
ويا قلمي أحذرك أن تجف
أو تتوقف
فالقضية تستحق.
الهادي خليفة الصويعي/ليبيا
.png)
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق