موطني
. *********
أسرجْ دجى الليلِ واستجلِ بهِ السُدُما
. و ضعْ على الريحِ منْ زهوٍ بـها قـدما
وعانقِ الشـمسَ و الافــلاكُ شـاهـدةٌ
.
بـأنَّ فـوقَ جبـينِ الشـمسِ منـكَ دِمــا
و أنبـذْ طبـائـعَ أقوامٍ منـافـقةٍ
. قـدْ ضيّـعتْ مـنْ حمـاقـاتٍ بـها قِيما
أسرجْ خيولكَ للزحفِ العظيـمِ فقدْ
. ألجـمتَـها زمنــاً حتـى ذوتْ سـَـقما
أسرجْ خيـولكَ إنَّ الدربَ يرقبُـها
. والحقٌّ والسيفُ للزحفِ العظيمِ هُما
أسرجْ خيـولكَ و أقحمْها بلا وجلٍ
. و خـَـلِّ فـي الساحِ عزرائيلَهـا حكما
فطـالما استعبـدَ الاقـوامَ خـوفُهمُ
. حتى غـدا العيـشُ في ارجـائٍهمْ بَرمـا
واستنسرتْ من بُغاثِ الطيرِ أحقرُها
. واستأسدَ الضبـعُ حتى صالَ واقـتحما
وطاولتْ شـامخَ الأطوادِ أقـزُمُها
. وأخلتْ السـوحَ آسادُ الـوغـى شــمما
وأنتَ يـاسـيدَ الاوطـانِ يـاوطني
. يـا منبعَ الخيرِ يا أعلى الورى هِمما
وأنـتَ يـا غرةَ التاريخِ ياوطنـي
. سـادتْ حضـارتُـكَ الاقوامَ والأممـا
أضأتَ بالحرفِ والأزمـانُ مظلمـةٌ
. وكنتَ في الروعِ سيفاً صارماً خَذِمـا
وأنتَ ياصانعَ الامجـادِ يـا وطنـي
. وهــبتَ للمـجـدِ تــاريخــاً لـهُ فـنـمــا
علّمـتَهُ شـرعـةَ الاحكامِ مـبتدئاً
. كلُّ النبوّاتِ قامتْ في حمـاكَ حٍمـى
فصرتَ كعبةَ كلّ المؤمـنـينَ فـلا
. يــحجُّ الّا إليــكً الخلــقِ مُلتـحمـــا
ماذا أعـدّدُ يا مهـدي و يـا سكني
. ومـهـدً كلِّ أبــيٍّ صـارعَ الظُــلمـا
قدْ يعجزُ القـولُ والالفاظُ قـاطبةً
. فحصـرُ فـضـلكَ أمـرٌ أعجزَ القلما
يحـزُّ في خافقـي يا سـيدي وجـعٌ
. مـنْ هولهِ كلُّ عمـري ينطوي عـدما
كيفَ استكانتْ أسـودُ الرافدين وما
. أثــارَ نخــوتَـها ثُعــلٌ وقـدْ بَشِـــما
كيفَ ارتضتْ أنْ تعيشَ الذلَّ في وطنٍ
. لوْ مسَّـهُ الضيمُ ثـارتْ ارضُـهُ حِممـا
حتـى حجارتـٌهُ تـأبى مُهـادنـةً
. للظـالمـينَ ولا تـرضى بـهمْ رِمـما
ما بالُ قوميَ قدْ أوهى عزا ئـمَهمْ
. خوفُ الطغاةِ فأمستْ كلّها حِطما
يا موطني سوفَ يأتي الصبحُ منبلجاً
. يا موطني سوفَ يمضي الليلُ منصرما
وسوفَ تأتي وجـوهٌ جِـدّ ناضـرةٍ
. وسوفَ تُدبرُ أخرى تشـبهُ السُحما
وسوفَ تعـلوْ على الراياتِ رايتُـنا
. وسوفَ نُثـبتُ فـي ميـدانِـها قدمـا
يا موطني إنّ شعري في هواكَ صدى
. أنشــودةٍ صدحتْ فـي زحفِنا نغـما
يحقّ للحرفِ أنْ يـزهـو مـفاخرةً
. فمــا اهـنـتُ لــهُ زهـواُ ولا حُـرمـا
ولا نطقتُ بـهٍ في غـيرِ مـوضـعِهِ
. ولا مـدحـتُ بــهِ حاشـاهُ مــنْ ظلمـا
. ************
. ( هاشم السهلاني )
( القصيدة كتبت في زمن النظام البائد )