"أغنية الحُبّ المَحْرُومُ"
تَمُرُّ عَلَى وَجْنَتَيْكِ نَضْرَةُ فَجْرٍ،
وَيُزْهِرُ فِي عَيْنَيْكِ قَلْبِي يَرْسُمُ.
إِذَا نَفَضَتْ رِيحُ الفُرَاقِ بَقَايَا هَوَانَا،
تَلَاقَى شُعَاعُ الوُدِّ فِينَا فَيَلْتَئِمُ.
وَإِنْ ضَحِكَتِ الأَيَّامُ حَوْلَكِ بُهْجَةً،
فَقَلْبِي بَوَجْدِ العِشْقِ يَعْلُو يَحْتَدِمُ.
نُعَانِقُ فُرَصَ الحُبِّ فِي لَمْحِ طَرْفٍ،
وَنَسْرِقُ مِنْ عُمْرِ الزَّمَانِ فَنَغْتَنِمُ.
إِذَا مَالَ خَدٌّ كَالْقَضِيبِ إِلَيَّ يَوْمًا،
سَقَيْتُ ثَغْرَ الوَرْدِ شَوْقًا فَأَلْثُمُ.
تَذُوبُ لَنَا لَيْلَى وَيَهْدَأُ صَخْبُنَا،
فَنَسْكُنُ أُنْسًا فِي الحَنَايَا وَنَحْلُمُ.
إِذَا ضَاقَ صَدْرِي مِنْ هُمُومٍ ثَقِيلَةٍ،
حَنَانُكِ بَابٌ لِلرَّجَاءِ فَيَرْحَمُ.
وَإِنِ ابْتَسَمَتْ كَالْأُفُقِ أُولَى صَبَاحِهِ،
تَسَاقَطَ فَوْقَ الرُّوحِ فَضْلٌ فَيُكْرَمُ.
وَلَكِنَّ قَدَرًا حَالَ دُونَ تَمَامِنَا،
فَتَرَدَّدَ فِي أَعْيَادِ قَلْبَيْنَا نُحْرَمُ.
فَذَا وَعْدُنَا أَلَّا نَمِيلَ وَإِنْ نَأَى،
وَأَنْ يَشْهَدَ العَهْدُ الَّذِي فِينَا يَلْتَزِمُ.
نُفَسِّرُ بَيْنَ النَّبْضِ مَعْنًى مُهَذَّبًا،
فَيَرْتَقِي التَّأْوِيلُ فِينَا فَيُفْهَمُ.
وَإِنْ زَحَفَتِ الدُّنْيَا بِخَوْفٍ مُبَاغِتٍ،
تَصَرَّفَ فِي أَيَّامِنَا الصَّبْرُ يَحْكُمُ.
فَلَا تَذْكُرِي أَمْسًا جَرِيحًا بِعِتْبَةٍ،
فَمَنْ طَالَ هَجْرًا دُونَ عُرْسٍ سَيَنْدَمُ.
سَيَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ أَرْفَعُ عِصْمَةً،
وَأَنَّ الَّذِي فِي صِدْقِنَا، اللَّهُ يَعْلَمُ.
نُرَتِّبُ أَحْلَامًا وَنَغْزِلُ نَشْوَةً،
وَنَكْتُبُ مِنْ نَبْضِ القُلُوبِ فَنَنْظِمُ.
وَإِنْ جَاءَنَا يَوْمٌ يَبُثُّ بَشَائِرًا،
سَنَطْبَعُ فِيهِ العَهْدَ وَالقَلْبُ يَخْتِمُ.
فَإِنْ مُنِعَتْ أَبْوَابُ بَيْتٍ يَجْمَعُنَا،
سَنَسْتُرُ دَمْعًا فِي الحَنَايَا وَنَكْتِمُ.
وَمَهْمَا تَعَالَتْ فِي الطُّرُقِ لَنَا عَقَبَةٌ،
فَيَنْكَسِرُ البَأْسُ الشَّدِيدُ فَيُهْزَمُ.
وَنَحْنُ عَلَى عَهْدِ الهَوَى مَا تَزَحْزَحَتْ،
قُلُوبٌ بِأَسْرَارِ الوَفَاءِ سَتَسْلَمُ.
بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 09.01.2025
Time:4:00pm

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق