الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

الاديب الدكتور أحمد الموسوي يكتب... وقفتُ على بابِ الفراقِ مُسائِلًا


 وقفتُ على بابِ الفراقِ مُسائِلًا

فأجابني ريحُ الفراقِ: السَّنَدُ
وناديتُ ليلَ البَينِ رِقَّ لِقلبِنا
فمالي سوى صبرٍ يُداوي ويَسْنُدُ
إذا ذُكِروا هاجَتْ جراحٌ كمثلِها
تُذيبُ فؤادي والضُّلوعَ بها الوَجْدُ
أُقلِّبُ عَهدَ الودِّ في كَفِّ ذكرتي
فأبقى وحيدًا دونَ مفتاحِ ذاكَ العَهْدُ
وأغزلُ من صَبرٍ خُيوطَ سكينتي
فينهارُ ثوبُ السِّلمِ ما إن أتجلَّدُ
وأسألُ دربَ البيتِ هل مرَّ طائفٌ
فيومِضُ خَبيءَ البابِ غابوا فذاكَ هو البُعْدُ
إذا لاحَ وجهٌ في الخيالِ تَصَوَّرَتْ
جفوني رؤًى، وانهمرَ الدمعُ يَجْهَدُ
وأُمْسِكُ بالماضي الرقيقِ فينفلتْ
كماءِ كُفوفٍ لا تُلاطِفُه الجُودُ
وأشهَدُ أنّ الليلَ أطولُ مُدَّةً
إذا فَقَدَتْ روحي دليلَها الرُّشْدُ
أُرَتِّلُ أسماءَ الغيابِ كأنّها
قناديلُ صمتٍ في الدُّجى تتوقَّدُ
وأزرعُ في صَحراءِ قلبي نَسيمَهمُ
فتنبتُ أشواقٌ ويَجفوها البَرْدُ
وأحملُ منقوشَ الوعودِ على يدي
فتُسقِطُها ريحُ السُّنونِ إذا تَعْنُدُ
تُطاردُني الذِّكرى فأرضى مُسالِمًا
وأعْصِفُ بي حُزنًا، فأَسْكُنُه السُّهْدُ
وأعرفُ أنّي لستُ أوَّلَ واجدٍ
ولكنَّ قلبي، إنْ صَبَرْتُ، سيَصْمُدُ
إذا قيلَ: صُنْ مجدَ الحبيبِ بذاكره
فإني على ذِكرى الحبيبِ لَأَحْمَدُ
وأعلَمُ أنّ الوصلَ غابَ لساعةٍ
ولكنَّ عَهدَ الروحِ باقٍ له السُّؤْدُدُ
إذا سَكَنوا في الغيبِ، ما سَكنوا بنا
ففي صدرِنا منهم منازلُها الخُلْدُ
ونُقسمُ أنّ الحُبَّ لا يَفْنَى لنا
وإنْ غابَ وجهٌ، فبالصبرِ يأتيْنا المَدَدُ
سنلقاهمُ عندَ الرَّجاءِ إذا سَنا
سَنا الوصلِ، إذْ يَهْدي الخُطى ثمَّ يَرْفُدُ
إلى اللهِ شكوانا، وعفوُكَ مُبتغانا
فباسمِكَ يهدأُ قلبُنا وهو يَسْجُدُ
✍️
بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 10.20.2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماريا غازي تكتب... لَيْلَى ؛وَأَحْمِلُ سَلَّتِي

  لَيْلَى ؛وَأَحْمِلُ سَلَّتِي لِن أُجَادِلَ وَسَأَتْرُكُ اللَّيَالِي تَكْتُمُ أَسْرَارِي وَأَكْبَرُهَا سِرُّ الْهَوَى وَلَمُ الْجِدَالُ؟ ...