الأحد، 19 أكتوبر 2025

محمد علي الجزائري يكتب....محمد علي الجزائري


 

خريف العمر

في خريف العمر،
تتساقط الأوراق لا حزنًا، بل حكمةً ناضجة،
كأن الحياة قد نضجت على نار التجربة،
فأزهرت داخلي ألف خيبةٍ...
وألف دهشةٍ أيضًا.
لم أعد أركض خلف الغيم كما كنت،
لكنني ما زلت أرفع رأسي كلما مرّ سربُ طيور،
أراقبها وهي تشقّ الغياب...
وأبتسم، كأنني أفهم السرّ الذي يختبئ خلف جناحيها.
وجهي صار مرآةً لليالي الطويلة،
فيه ملامح من ضوءٍ مرَّ سريعًا،
ومن قمرٍ كان لي حبيبًا،
ومن صمتٍ علّمني كيف أحبُّ دون ضجيج.
أحببتُ في الخريف امرأةً كانت تشبه الغروب،
هادئة، دافئة،
تسرقني من نفسي
كلما مالت الشمس،
وكانت تقول لي:
"لا تخف من السقوط،
فالرياح لا تسقط إلّا ما آن له أن يعود إلى التراب."
أنا الآن أكتبكِ،
كما يكتب النهر وصيته في الرمل،
كأنكِ الصفحة الأخيرة في كتاب القلب،
وكأنني لم أُخلق إلّا لأراكِ تمشين على أطراف قلبي...
كما تمشي الذاكرة على أطلال الوقت.
في خريف العمر،
لا نُطفئ الشموع...
بل نكتفي بضيائها الخافت،
فالنور الحقيقي صار يسكن داخلنا،
حيث لا تصل إليه فصول النسيان.
بقلمي الشاعر محمد علي الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

د٠ سليمان علوان العبادي يكتب... الى كل ساعٍ للسّلام ِسلامُ

  الى كل ساعٍ للسّلام ِسلامُ وهل ينشد الاصلاحَ الا الكرام؟! فلا يعرف الِإحسانَ من ساء نهجاً ولا يكره الأنوارَ الا الظلامُ فان لفي حب الأنام...