الاثنين، 9 يناير 2023

عصام عبد المحسن يكتب... في الشارع


 في الشارع

طفلان
وأبواهما..
يناديان بصوت عال،
- يا يوسف!
وكأن الجب
ضاق عليهم
وما وجدوا الذئب
لينهشوا لحمه من جوع
وما استطاعوا
خلع قمصانهم
ليرموها على وجه الصقيع.
ليرتد للبرد الشديد بصره،
فيدركهم الضعفاء.
أو يخمد البرق
الذي أشعل السماء فوق رؤوسهم
أو يخفض لهم
صوت الرعد
إذ كان الصوت رنينا لتفجير أصابع ديناميت
أسفل جدران منازلهم،
لأجل
صيفه الجديد.
....الذئب طليق....
يراه الناس بريئا
ونراه قريبا،
يقبض ما بين فكيه
على كل رغيف،
يكمش بمخالبه
على كل حقول الصبر.
يلطخ وجه الله فينا
بدماء الآيات الرحماوية
فوق كل رصيف.
وهو يصلي،
فوق تلال من جثث الشهداء
يصلي،
يرفع رايات نبوءته
فوق زنازين الفرح
ويبشرنا
بقيامتنا الآنية
والمتقلقلة علينا
من موضعه فوق الكرسي
وأن لا نفع الآن
سوى أن نأتيه
بزينتنا في الحياة
بنينَ
وبناتٍ
ونعيما.
يضحك..
يتباهى..
يتغنى..
يترنم فوق الشاشات
- أنا اليوم أكثر منكم آلاً
وأعز منكم مجدا
ونعاجي ملايين من البشر
وقرابيني من نار تتلظى،
ألقي فيها كل بعير يتمطى
أو يتعثر
أو يشقى،
إن لم تأتوني
بكل خزائنكم
من مال،
من صبر،
من جوع،
من حرمان،
فسألقي عليكم بعصاياي
رصاصا
ونحورا
وسراطين
تلتهم حشاياكم
أو تمحوكم
كمحو الطبشور.
ضاق الجب
وضاق..
لم يجد الطفلان
وأبواهما
على خارطة العالم
سيارة
تسمع عنهم الصرخات
فتسلقوا
آخر خيط لنهار
وجاؤوا،
في الشارع
ينادون جميعاً
-يا يوسف!
يا يوسف!
عد يا يوسف،
سرقت كل خزائنك
يا يوسف،
عد!
علك تسترجع بقميصك
البصر
في وجه الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...