الثلاثاء، 15 أبريل 2025

أحمد توفيق يكتب...قصة الشاطر حسن والذئاب


 

حكايات شهرزاد 2000

قصة الشاطر حسن والذئاب

بقلمي/ أحمد توفيق
****************
الراوية: وفي الليلة العاشرة ... من حكايات ألف ليلة وليلة الساهرة ... حضرت شهرزاد... في نفس الميعاد... لا تحمل معها زاد أو زواد... بل تحمل حكاية من حكايات العباد... بخيرها وبِشرِّها... بصدقها وبكذبها... تغيّرت في العصر الحديث الحكايات.. واختلف طعم الروايات وأقاويل الراويات ... ما عاد مسرور... بسسيفه المشهور... يقتل بأمر شهريار الصبايا... في نهاية مأساوية لكل حكايه... فحكايات العصر الحديث... تمتلئ بالأحلام الجميلة تارة... وتارة أخرى بالكوابيس... تارة بطل طيب... وتارة أخرى شرير خبيث.
شهريار: أنا من جمالك مبهور... ولكن من حكاياتك.. أصابني المرض والهزال والضمور... وأنام بعد كل حكاية مرتفع الضغط... ومقهور...
شهرزاد: سلمت يا مولاي من كل الأمراض والشرور...
شهريار: قُصّي علي حكاية... أنام بعدها مسرور..
شهرزاد: أمرك يا مولايا شهرور... بلغني أيها الملك السعيد... ذو الرأي الرشيد... أن ست الحسن والجمال... أحبت الشاطر حسن... ابن عليش البقّال...
شهريار (فرحاً): تبدو رائعة الحكاية... ما أجملها من بداية..
شهرزاد (ضاحكة): عاشا قصة حب جميلة... سنوات طويلة... زرع الشاطر حسن نبتة خضراء وكانت في الحجم ضئيلة.. روتها ست الحسن بشوقها كل ليلة... وانتشرت قصتهما في القرية الصغيرة... يتحاكى بها الناس على شاطئ البحيرة...
شهريار: وطبعاً تغنى بها شعراء الربابة..
شهرزاد: نعم يا مولايا... ولكن في ليلة اختفى فيها القمر ... وظلَلت فوق القرية سحابة... تحوّلت قرية الأحباب إلى غابة... اختفت حكايات السمر وأحاديث الصَّبابةُ ... ودخل القرية كل أنواع الديابة...
شهريار: ومن أين أتت للقرية الذئاب... وكل بيت له سور يحميه أو باب؟!..
شهرزاد: هناك مَنْ لا يحب السكينة والسلام... فالسكينة بالنسبة لهم حرام... حرام. وبجانب النبتة الخضراء.. زرعوا نبتة الشيطان... تنمو... ويخرج من فرعها جان.. يقتلَ من القرية الحِسان... يمحو حكايات الحب م الوجدان.. واختفت حكايات السمر... واختفى معها القمر... وانتشر بالقرية الخبر... خبر مقدم الذئاب... ونُقِشَتْ نجمة الشيطان على كل باب... واختُطِفت ست الحسن والجمال... بواسطة نبتة الشيطان الآتية من الصحارى والجبال...
شهريار: وماذا فعل الشاطر حسن... ابن عليش البقال؟!...
شهرزاد: أعلن الحرب على ذئاب الجبال... وامتطى دابته.. لإنقاذ محبوبته.. واستدعى كل شباب القرية في الحال... واتحد الشباب... وأطلقوا السهام على رأس الذئاب ... وأحرقوا نجمة الكراهية الصفراء ... من على كل باب.. واقتلعوا نبتة الشيطان.. وكبرت النبتة الخضراء.
شهريار: قصة رائعة وفريدة... ونهايتها سعيدة... وهل تزوج الشاطر حسن ابن البقال... بـ ست الحسن والجمال؟
شهرزاد: لا يا مولايا... الشر في زمني لم يزول بتلك الحكاية... فقد عادت نبتة الشيطان من جديد... زرعها الشيطان الآتِ من بعيد... وطرد الشاطر حسن من قريته.. وأسر ست الحسن والجمال في قلعته... واجتمع كل الشباب.. للبحث عن حل لإنهاء هذا العذاب... وامتلأت القرية بالشياطين... وأصبح الأهالي غرباء في قريتهم... غير آمنين.
شهريار: (في غضب ينادي على السيّاف مسرور) يا مسرووووور... اقتلها... وأدخِل مَنْ عليها الدور... لقد أصابتني اللعينة بالفتور... وأُصبت بأمراض عصرها من سكر وضغط وقلب مريض ومقهور...
شهرزاد: الرحمة يا مولايا... فلكل عصر قصور... وقبور.... ربما في الغد أروي... قصة حب بين الحدائق والزهور. (تتثاءب) مولاي.
(وهنا أدرك شهرزاد الصباح... فسكتت عن الكلام المُباح)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م. عماد حسو يكتب.... #عُ_ماء

  #عُ_ماء : عٌ مملوءة إلى حد الإشباع و الثمالة عٌ خُلِقَت للضم و تحتها الإمالة -ِ عٌ تُسبى ضحكتها بكل بغاء ... عٌ تُجلَدُ دمعاتها بكل غباء ...