/// غرفتي ..
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يَتَحَتَّمُ عَلَيَّ المُغَادَرَة
صَارَ الموتُ قابَ قوسينِ أو أدنى
سأشتاقُ إليكِ دوماً
متأكدٌ أني لن أجدَ ماهي أجملُ منكِ
أنتِ مَنْ أدفَأْتِ روحي
في ظلمةِ الليالي الباردةِ
كانَ حضنُكِ يُضاهي حُضنَ أمِّي
ويداكِ حنونتانِ تُذكِّرُني بحنانِ أبي
وأنفاسُكِ تَمُدُّني بالقوَّةِ كأنفاسِ أخوتي
الحبُّ في عينيكِ يشُعُّ كما في عينيِّ أخواتي
سأُلْصِقُ على جدرانِكِ أحلامي
وعلى نافذتِكِ بصماتِ أجنحتي
وعلى سريرِكِ بعضَ نبضي
لنْ أوصِدَ بابَكِ
حتى تجدهُ أشواقي مفتوحاً لها
سأشتاقُك فيِ كُلَّ لحظةٍ
هذا مؤكَّدٌ
ففي رحابِكِ كانت تهطل عليّ قصائدي
عرفتُ الحبَّ وأنا تحتَ سقفِكِ
ما زالتْ فرحتي تنهضُ بجدرانِكِ
وَدَفَاتُري أنتِ مَنْ يَكتُم أسرارها
مِنْ هُنا ..
مِنْ قبضةِ البابِ القديمةِ
يبدأُ عالمي الواسعُ
وفوقَ هذا البلاطِ النَّاهدِ
سقطتْ أوَّلُ دمعةِ فرحٍ وغبطة
أمضيتُ برفقتِكِ أجملَ أوقاتي
كانتِ الليالي مضاءةً بالأماني
والنهارُ مزهراً بسلالمِ المستقبلِ
حينَ كانُ يطالُني الخوفُ
كانتْ بسمتُكِ تُعيدُ إليَّ ثقتي بنفسي
حينَ كنتُ أبكي
كان صمتُكِ يهدِّدُ دمي
سنفترقُ ..
قد لا أستطيعُ العودةَ
ربَّما أعودُ محمولاً على لهفتي
وقد يطالُكِ الإهمالُ
أو الدَّمارُ
أو يسكنُكِ شخصٌ آخرُ غريبٌ
بلا أخلاقٍ أو بلا قلبٍ
يحصي أمامكِ عددُ القتلى
الذين كانوا من نصيبِ مسدَّسِهِ
وقد يخفي بداخلِكِ ما استطاعَ سَرِقَتَهُ
أو يُحضِرُ لعندَكِ فتاةً قاصرةً
يُقدِمُ على إغتصابِها
وقد يَغويهِ السِكرُ أو الفُجورُ
أو ربَّما يقامر
فلا تتهدَّمي
ولا تُشعِري القتلةَ بالامتعاضِ
انتظري ..
فهذا الوضع لن يَدُوم
سنعودُ ..
بعدَ أن ننجز كلَّ الحلولِ
هكذا يقولُ تاريخ كلّ الشعوب .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق